توبكُتّاب وآراء

عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : «+16» والعكس!

فى الوقت الذى تتحرك فيه الدول المتقدمة لحماية الأجيال الجديدة من مخاطر منصات التواصل الاجتماعي، لازلنا نراوح مكاننا فى هذا المجال رغم ما ظهر مؤخراً من جرائم بشعة دخيلة على المجتمع المصرى مثل ما حدث فى جريمة الإسماعيلية الشهيرة التى تحول فيها طفل «13 عاماً» إلى قاتل محترف لزميله وصديقه «12 عاماً» والذى قتله بدم بارد بما يحاكى تلك الجرائم السوداء فى الفضاء الإلكتروني.

لم تكن جريمة الإسماعيلية هى الأولى فقد سبقتها جريمة شبرا الخيمة منذ عدة أشهر، وإن كنا نتمنى أن تكون جريمة الإسماعيلية هى الجريمة الأخيرة فى هذا المجال.

مؤخراً تحرك الاتحاد الأوروبى لتقييد استخدام مواقع التواصل الإجتماعى من قبل صغار السن حيث أيد قادة الاتحاد الأوروبى مبدأ تحديد سن «16 عاماً» للوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي.

بموجب القواعد المقترحة لن يتم السماح بالوصول إلى منصات التواصل الاجتماعى إلا للمستخدمين الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فما فوق، ومن المقرر أن يدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ فى ديسمبر المقبل .

يحدث هذا فى الاتحاد الأوروبى وهو الاتحاد الذى يضم مجموعة من أكثر الدول تقدماً علمياً، وتكنولوجياً، وصحياً، فى وقت لا نفكر فيه نحن فى مصر أو العالم العربى فى ذلك، ونترك الأطفال منذ سن الثالثة رهينة لكارثة «الموبايل»، والإنترنت نتيجة جهل، وغباء الآباء والأمهات، وعدم الوعى الذى يعانى منه المجتمع، وتكون النتيجة دخول الأطفال نفق الإنترنت المظلم بكوارثه، ومشكلاته الصحية، والنفسية، والعقلية، والإجرامية.

للأسف الشديد لازلنا متأخرين جداً فى هذا المجال، ويحتاج الأمر إلى تدخل حكومى سريع من الدولة المصرية لإقرار قواعد ملزمة بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام، والاستفادة بخبرات الاتحاد الأوروبى فى هذا المجال، قبل أن تتفاقم الأمور إلى ما هو أسوأ فى السنوات المقبلة.

abdelmohsen@ahram.org.eg

 اقرأ  أيضا

عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : اعترافات كوشنر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى