الإعلامي حمدي رزق يكتب : سر المتحف الكبير
“وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف ابنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهر
كفونى الكلام عند التحدى..”
من قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها”، كتبها شاعر النيل “حافظ إبراهيم ” وتغنت بها كوكب الشرق “أم كلثوم”، لاتزال تتردد كلماتها في قلبي وعقلي..
كم تاقت النفس للحظة عز باهرة، كم تمنت الروح المتعبة أن ترى بعينها حصاد تعبها وشقاها مجسدا فى عيون العالم، تتسع الحدقات دهشة على البهاء، والرقى، والحضارة، مهد الحضارة الإنسانية هنا، ومن هنا انبثق فجر الحضارة.
المتحف الكبير يحتضن ملوك أضاءوا حضارة العالم، سر المتحف الكبير تلخيصا، الشعب الملك، الشعب المصرى هو الملك الأول، صانع الحضارة، الفلاح المصرى، والصانع المصرى، والكاتب الجالس يدون التاريخ، تاريخ شعب عاش على الضفاف، ونسج خيوط حضارته من شعاع الشمس المشرقة.
شعب عظيم يحتفل بملوكه العظماء، ويكرم تاريخهم، ويطلع العالم على حضارتهم الخالدة، ويشهد العالم على عظمتهم، ليبرهن على عظمته، ويرسم لوحة الخلود، ويدون فى بردية محفوظة للأجيال المقبلة قصة الأمس واليوم وغدا.
إحساس طاغ بالعظمة والفخر والعز يغمر المحروسة، أحفاد الفراعين فى غبطة وسرور، نادرة مثل هذه اللحظات الباهرة، ابهار وبهاء وعظمة، عظمة على عظمة يا مصر.
افتتاح المتحف يوم مجيد من أيام المجد المصرى، وستتلوه أيام لا تقل عظمة، الأيام المقبلة تحمل مناسبات جد سعيدة.
الفرصة سانحة لجذب انظار العالم إلى رؤية مصر الجديدة، مصر التى تبنى ولا تهدم، ترفع القواعد عاليا، بلد الأمن والأمان والسلام، تبرهن على حضارتها الإنسانية، وعلى علو المقام، على فنون واداب مبهرة، وعلى توق شعب للحياة، إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ/ فلا بـدّ أن يستجيب القــدرْ..
مصر تقدم للعالم ملمح من أسطورتها الخالدة على ضفاف النيل الخالد، مصر قلب العالم النابض، ترفع رايات السلام البيضاء، حمامات تطير فى قرص الشمس .
هنيئا للمصريين بهذه الطلة الباهرة ، وهنيئا للمخلصين الذين رسموا هذه اللوحة الراقية، وهنيئا لشعب مصر الذى صنع كل هذا البهاء .
الشعب هو الملك الذى يحسن استقبال ملوكه وينزلهم منازلهم فى كرم مصرى خالص.
افتتاح المتحف الكبير فرصة وسنحت لتسلط وسائل الإعلام العالمية عدساتها وتركز نشراتها على حدث مصرى ضخم انتظره العالم طويلا، فرصة يستوجب الإمساك بها بالتلابيب، واستثمارها عالميا، حدث تاريخى قل أن يجود الزمان.
كم هم كرماء ملوك الفراعين، حتى فى توابيتهم يمنحوننا لحظات من الفخار الوطنى، لما نحرم مصر من مثل هذا الألق الذى يضوى ينير ليل الوطن.
قد يكون الغيب حلوا، إنما الحاضر أحلى، تغيير المود بحدث عالمى محدد سلفا منحة، يستوجب استثمارها جيدا، التخارج من الحالة المهيمنة بكلكلها علي الوطن ضرورة وطنية، وغدا ننسى، فلا نأسى على ماض تولى.
رغم الأزمات والعكوسات، والحروب، وحلقة النار المتحلقة حول خاصرة الوطن، تزيح مصر استار متحفها الكبير، وتذهل العالم بقدرة المصريين على تعلية البناء.
المصري اليوم




