توبرياضةكُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : المتحدث الرسمي .. والنكبة الكروية

بينما كان الأشقاء المغاربة” الشباب” يصولون ويجولون حول ملعب سانتياجو الوطني وسط العاصمة التشيلية ،فرحا بالفوز بكأس العالم، سأل المذيع المصري في مداخلة تليفزيونية المتحدث الرسمي لوزارة الرياضة عن أسباب فوز المغرب بكأس الكون بينما خرجنا من الدور الأول للبطولة وسط حسرة الجماهير المصرية.
استوقفتني تصريحات المتحدث خلال المداخلة، حيث اختصر الأزمة في كلمتين ” رحيل ميكالي” وكأن رحيل البرازيلي وراء عشوائية ماتدار به الكرة المصرية منذ سنوات سواء كانوا براعم وناشئين وشباب وكبار.. وأرجع المسئولية لاتحاد الكرة – بشكل غير مباشر- برئاسة هاني أبو ريدة لإنهاء التعاقد مع ميكالي مدرب المتتخب الأولمبي – مع تولي المجلس المسئولية – وكان عقده ينتهي بنهاية أولمبياد 2028.
وإذا كان أبو ريدة سببا في رحيل ميكالي، فالوزيرالمحترم الدكتور أشرف صبحي يتواصل شبه يومي مع أبو ريدة، فلماذا لم يقنع الأخير باستمراره، رغم أن البرازيلي تعرض لإهانة قبل رحيله – حسب تصريحاته وقتها – وكاد يبكي حيث قال: طلب مني الاتحاد تخفيض المبلغ الذي يتقاضاه شهريا وبالفعل قام بتخفيضه، ثم طلبوا مني تخفيض آخر للراتب ،فشعرت أنهم يريدون “تطفيشي”، فكتبت شاكرًا الاتحاد وكل المسئولين عن المنظومة مع الاعتذار عن عدم الاستمرار في المهمة احترامًا لنفسي، و لصعوبة العمل في هذه الأجواء حتى لو تم تخفيض المبلغ مرات أخرى!
المتحدث، حاول “مراوغة المذيع” والابتعاد عن مناطق الألغام لغياب الردود المقنعة، ومن الصعب أن يعترف بوجود أخطاء في المنظومة ،مثل أي مسئول سواء على الهواء أو بالغرف المغلقة، بين موظفيه أو قادته، حال الجد أوالهزل، لن يعترف بوجود أزمات في وزارته أو مؤسسته أو الهيئة التي يتولى قيادتها “كله تمام وزي الفل”! وهذه أحد أسباب ابتعاد مصر عن المكانة اللائقة مثل الدول التي كنا نتندر عليها وباتت أكبر من مساحتها وجغرافيتها في كل المجالات!
واستطرد المتحدث بأن الوزير يتواصل مع أبو ريدة لتطوير المتتخبات، وكأننا كنا نتتظر فوز الأشقاء بالمونديال لنتذكر النهوض باللعبة!.
احتفلنا في استاد القاهرة حتى الفجر بحضور أشهر المطربين المصريين لأننا تأهلنا للمونديال .. ولم نفز به أو ندرك حتى ثمن النهائي، في مجموعة تضم جيبوتي وسيراليون وإثيوبيا، ولم تحتفل المغرب الفائزة بكأس العالم مثلما فعلنا، تحجيم الطموح يقتل الابتكار والإصرار والتفوق إلا إذا كنا نريد “الشو” و رفع المعنويات المُثبطة وأننا مبتكرون وقادرون ومتفوقون.!
باختصار.. غياب المشروع القومي للنهوض باللعبة وراء الانتكاسة، نقطة تحول المغاربة الفكر العلمي وكلمة السر” أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” التي أفرزت موهوبين، وبرنامج وطني لتطوير الناشئين بالأندية يشمل 14 ناديًا ومراكز التكوين الفيدرالية.
الأكاديمية والمراكز تفرغ الموهوبين للمنتخبات الواعدة في المراحل السنية المختلفة، ودوريات أعدت وخطط لتكون قوية، دستورها الشفافية والعدالة، ولوائحها الناجزة الحازمة تطبق على الجميع وليس فقط على “الأندية الغلبانة” المفتقرة للقاعدة الجماهيرية ولاتمتلك أسلحة السوشيال الفتّاكة !
خطوات تحتاج غربلة وشخصيات قادرة على التنفيذ قبل وضع اللوائح والقوانين وخطط النهوض.. النكبات ليست سوء نتائج فقط وإنما عشوائيات وضل الطريق.. والأخيرة مقدمات تؤدي لنهايات مُبكية..!

 اقرأ أيضا

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : نحن وهم!

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الفرق بين ترامب وماتشادو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى