توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

ناصرعبدالحفيظ يكتب لـ «30 يوم» : جرامي تحت سفح الأهرامات… مصر تعيد كتابة المشهد الثقافي العالمي

ليلة تاريخية أخري ستظل في ذاكرة العالم
في حضرة الأهرامات التي تحدت الزمن، وتحت سماء الجيزة التي شهدت ميلاد أعظم حضارة عرفتها الإنسانية، احتضنت مصر اول حفل لجوائز الجرامي يقام خارج الولايات المتحدة في العجيبه الحضاريه الأكثر إثارة للجدع كموقع أثري. صدى الموسيقى امتزج مع روح المكان، فبدت الليلة وكأنها عودة بوصلة الفن إلى جذورها الأولى.

لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟

قرار تنظيم الحفل في مصر حمل رؤية واضحة.
مصر تفرض حضورها من جديد كعاصمة للثقافة والفنون في المنطقه وفي والعالم.
قوة ناعمة توظف التاريخ والإبداع والزخم السياحي في توليفة لا يمتلكها سواها.

مسرح بعين حورس… رسالة حضارية بصياغة فنية

تم تصميم المسرح على هيئة عين حورس التي ترمز حضارتنا المصريه القديمه إلى القوة والحماية والبصيرة.
الأضواء امتزجت على جدران الأهرامات، لتروي قصة آلاف السنين عبر موسيقى معاصرة.

بمجرد أن اعتلى الموسيقار الكبير عمر خيرت المنصة، عم الصمت قبل أن تبدأ الأوتار في كتابة ملحمة جديدة.
موسيقاه كانت جسراً روحياً حاضرا يربط بين الماضي والمستقبل، جعلت الحضور يقفون إجلالاً لحضارة لا تضعف ولا تنطفئ.

حضور عالمي من طراز رفيع

شهد الحفل مشاركة عدد من نجوم الموسيقى العالميين الحاصلين على الجائزة في دوراتها السابقة، إلى جانب أصوات مصرية وعربية شابة تعكس تطور المشهد الإبداعي في المنطقة.
تغطية إعلامية مكثفة نقلت الحدث بشكل مباشر إلى ملايين المشاهدين حول العالم.

ردود أفعال عالمية… انبهار لا لبس فيه

التقارير الإعلامية الدولية جاءت متفقة على وصف واحد.
مصر أدهشت العالم.

تعليقات النقاد والمراسلين تضمنت عبارات مثل:
* لحظة مهيبة في أحضان التاريخ.
* الجرامي لم يكن يوماً أكثر أناقة وعمقاً.
* مصر أعادت تعريف موقعها الفني على خريطة العالم.

المنصات الرقمية ضجت بصور الأهرامات المتلألئة بالإبداع البصري وبهوية الحفل المستمدة من عين حورس.
وتصدرت الوسوم المتعلقة بالحدث قوائم الأكثر تداولاً حول العالم.

مكاسب اقتصادية وسياحية مدروسة

تقديرات أولية تشير إلى:
* ارتفاع معدلات الحجز الفندقي في القاهرة الكبرى خلال أسبوع الحفل بنسبة تتجاوز 30 بالمئة.
* تعزيز صورة مصر وجهة للفعاليات الكبرى، بما يسهم في زيادة الاستثمارات بقطاع الترفيه.
* تنامي اهتمام السياح من فئة الشباب بزيارة المواقع الأثرية المصرية.

هذه المكاسب تأتي ضمن استراتيجية تستثمر الإرث الحضاري كقوة اقتصادية مستدامة.

مصر… إرادة ترتكز على جذور لا تنقطع

الحدث لم يكن مجرد إبهار بصري أو موسيقي.
كان إعلاناً واضحاً أن مصر حاضرة، وماضية في طريق استعادة ريادتها عبر قيم الإبداع والابتكار والهوية الأصيلة.

الأهرامات لم تكن شاهدة فقط على الماضي، بل صارت منصة تنطلق منها رسائل المستقبل.
الفن في مصر ليس ترفاً، بل رصيد قوة يتجدد جيلاً بعد جيل.

خاتمة

الجرامي عند الأهرامات ترك انطباعاً ذهبياً لدى الجمهور العالمي مفاده:
مصر لا تدهش العالم مرة واحدة، بل في كل مرة تقرر أن تتكلم.
كل حدث هنا يتحول إلى أسطورة، وكل موسيقى هنا تكتسب روح الخلود.

مصر ليست مجرد تاريخ يروى.
مصر تاريخ ينهض ويصنع حاضره ومستقبله بجرأة وإبداع

الفنان ناصر عبد الحفيظ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى