عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : ميصحش نسيب ولادنا “.. الريس قال والشباب والرياضة والأولمبية لم ينفذوا !!

تتجدد فصول “الهروب الكبير” للاعبي الألعاب الفردية المصرية، لتصبح ظاهرة مؤرقة وشبحًا يهدد مستقبل الرياضة المصرية ففي الوقت الذي تتصاعد فيه هتافات التقدير والاحتفاء بالنجوم المصريين الذين يعتلون منصات التتويج العالمية، يُفاجأ الجمهور بأن هذا البطل أو ذاك قد قرر التخلي عن علم بلاده وتمثيل دولة أخرى، في حلقة متكررة من مسلسل “التجنيس مقابل والهروب الكبير “.
إنها ليست حالات فردية عابرة، بل موجة متصاعدة تكشف عن خلل عميق ومزمن في المنظومة الرياضية المصرية وللاسف فشلت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية والاتحادات الرياضية في حلها
رغم من أن هذه الألعاب – كالمصارعة، ورفع الأثقال، والجمباز، والإسكواش – هي المناجم الحقيقية للميداليات الأولمبية والدولية لمصر، إلا أن أبطالها غالبًا ما يجدون أنفسهم في مواجهة جدران الإهمال والروتين والتقدير المادي الزهيد وأنهم يبحثون عن طوق النجاة علي حسب أقوالهم
لم أحد ينسي حكاية وطن وحينما صعد وزير الشباب والرياضة وتحدث أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عن الإنجازات الوطنية في قطاع الرياضة ، تحدث السيد الرئيس حينما علق على رحيل رياضيين مصر خارج البلاد موجهاً رسالة لوزير الشباب والرياضة ميصحش نسيب ولادنا ، فماذا فعلت وزارة الشباب والرياضة ، زيادة كبيرة في عدد تجنيس اللاعبين وهروبهم خارج البلاد.
تتباين أسباب هروب اللاعبين بين الإهمال المادي والإداري، لتتفق جميعها على غياب “الاحتكام” الحقيقي للبطل ، فمنظمة الرياضة المصرية، وخاصة اتحادات الألعاب الفردية، تُتهم بشكل متكرر بالقصور في توفير الحد الأدنى من متطلبات الاحتراف حيث تواضع الدخل والمكافآت التي يشكو العديد من الأبطال من أن رواتبهم الشهرية لا تتناسب مع سنوات التضحية والتدريب الشاق، بل قد يضطرون لتحمل نفقات علاجهم وإعدادهم الشخصي وبالتالي وعندما تأتي عروض الدول الأخرى بإغراءات مالية كبيرة وضمانات لمستقبلهم، يصبح قرار الرحيل هروبًا إلى “طوق النجاة” وليس خيانة للوطن.
إضافة إلي ذلك غياب الرعاية الطبية والمنهجية الكثير يشتكي من ضعف منظومة الطب الرياضي وغياب خطط الإعداد والدعم المنهجي، وهو ما يدفعهم للبحث عن بيئات احترافية توفر لهم متابعة طبية متخصصة ونظم تغذية وتدريب عالمية ، سؤال اخر ماذا فعلت وزارة الشباب والرياضة في مستشفى الطب الرياضي بمدينه نصر التى مازالت بيت مهجور؟!
علاوة إلي الخلافات الإدارية والمحسوبية حيث لا يمكن إغفال دور “البيئة السامة” داخل بعض الاتحادات، حيث تُدار الأمور أحيانًا بمنطق الخلافات الشخصية والمحسوبية، مما يؤدي إلى تهميش أبطال حقيقيين لمجرد خلاف مع مسؤول.
هل كيشو جاني ام مجني عليه ؟! للاسف انتفاضة وزارة الشباب والرياضة واتحاد المصارعة واللجنة الأولمبية المصرية جاءت متأخرة ، اللاعب بدءت عليه علامات التنمر والعصيان بداية من المعسكرات النهائية الخاصة باستعدادات باريس ٢٤ ، وعقب ذلك ذهب اللاعب وكانت السقوط الكبير حينما تناولت الصحف العالمية أن لاعب مصري مشارك في دورة ألعاب باريس متهم في قضية تحرش جنسي والتي خرج منها براءة نتيجة عدم اكتفاء الأدلة ، لكن اللاعب خرج في تصريحات إعلامية وقال إنلا يرضي ربنا أن أكون بطلاً عالمياً خمس مرات، وأحمل ميدالية أولمبية، وبطل إفريقيا 13 مرة، وراتبي لا يتجاوز 1500 جنيه شهريًا، المبالغ التي كنت أحصل عليها من الرعاية كنت أنفقها بالكامل على المعسكرات الخارجية، ولم أستفد منها شخصيًا”، بدأت إجراءات تجنيسي في أمريكا، ولست مستعدًا للاستماع مجددًا لوعود المسؤولين ملوحاً لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري للمصارعه بعد كل ما مررت به من ظلم، القانون يقول إنه يجب أن تمر ثلاث سنوات قبل أن أتمكن من اللعب باسم أمريكا، لكن حتى لو اضطررت للانتظار عشرين عامًا، سألعب باسمها، لأنني تحملت كثيرًا وظُلمت كثيرًا”.
بيان وزارة الشباب والرياضة يثير الجدل الاتجار بالبشر ؟! والهجرة غير الشرعية ؟! ، هل وزارة الشباب والرياضة تدرك هذة المفردات المستخدمة ماذا تعني ؟! ، هل الهدف حماية أبناء مصر من التجنيس ؟! ، ام إثارة الرأي العام والهروب من مسئولية الهروب الكبير (التجنيس).
عزيزي القارئ إن تجنيس الأبطال المصريين ليس مجرد خسارة ميداليات، بل هو نزيف للكوادر وشهادة فشل في استثمار أهم الموارد الوطنية الإنسان، وعلى المعنيين أن يدركوا أن قيمة البطل لا تُقاس فقط بالميدالية التي يحصدها، بل بالاحترام والرعاية التي تُقدم له وهو تحت راية وطنه.