صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : نحن وهم!

قبل 10 سنوات تقريبًا ومع بداية تولى الصديق طارق مصطفى تدريب أندية بالدورى المغربى، كان دائما يبدى إعجابه بالنظام الكروى هناك ووجود نهضة تعتمد على خطط قابلة للتنفيذ وواقعية، مع شفافية وعدالة ترفع حماسة الكبار والصغار معًا فى منافسات ساخنة، ومنهج علمى للجامعة المغربية لكرة القدم معتمدة على مسابقات قوية وفتح أبواب الاحتراف الخارجى فى سن مبكرة، وتعاون وثيق بين الجامعة والأندية يصب فى صالح الكرة المغربية، وبات تنفيذ النظم واللوائح عادة يومية لحفظها وتطبيقها دون مفاجأة قرارات، أو صدمة عشوائيات غير متوقعة، وما أكثرها عندنا وأضحينا غارقين فيها.
وفى كل اتصال مع الكابتن طارق كان يضيف الجديد المثير لإعجابه خاصة أن يعيش التجربة لحما ودما، وأحيانا توهمت مبالغته لشغفه بالنظام الكروى هناك.
لهذا لم تكن نتائج المنتخبات المغربية طوال السنوات الأخيرة مفاجأة لى، على مستوى منتخبات الناشئين القارية والعالمية مرورًا بوصول منتخب الكبار للمربع الذهبى فى مونديال 2022 بقطر، نهاية بمونديال الشباب الحالى ووصول أسود الأطلس للمباراة النهائية لمواجهة الأرجنتين على كأس البطولة.
تخطيط وتعاون وثيق لمنظومة كروية وتوافق تام بين الجامعة المغربية لكرة القدم والأندية لاسيما مساعدة النشء فى الاحتراف بسن مبكر.
وعندما تعلم أن قائمة منتخب الشباب المتأهل للمباراة النهائية بمونديال تشيلى الـ21 لاعبا ضمت 15 محترفا بأندية فى إنجلترا وبلجيكا وهولندا فرنسا وألمانيا وغيرهم، تتيقن أن سر النجاح فى تفاعل منظومة كروية خلال محورين داخليا «محليين» وخارجيا «محترفين».. حتى فى اختيار المدربين لا توجد عمليات جراحية تجميلية، أو توافقية بين قطبى الكرة «الرجاء والوداد» ضمن سياسة التوازنات التى مزقت الكرة المصرية، الاختيار فقط يعتمد على قواعد معمول بها من خلال دراسات وخبرات تدريبية مثلما حدث مع المدرب الوطنى الكفء وليد الركراكى أو محمد وهبى المدرب الحالى لمنتخب الشباب.
وبعد الثورة التى فجرتها المغرب فى مونديال قطر 2022 توقعت أن يقوم اتحادنا الموقر بإعلان الطوارئ، ويعكف على دراسة التجربة المغربية بكل إيجابياتها وسلبياتها أو حتى إرسال لجنة لمعرفة ودراسة النهضة المغربية الكروية ولكن كل ما تراءى لى ولغيرى أن مسئولينا يقومون فقط بزيارة دول «اتحاد الشمال الأفريقى» مصر والمغرب، والجزائر، تونس، وليبيا، وكل ما يهمنا الحضور فى المناسبات لتشريف نهائى بطولة أو حضور اجتماع دورى.
ولدىّ يقين أنه بعد مونديال الشباب لن يعكف مسئولونا على معرفة أسباب خروجنا المبكر من دور المجموعات فى مجموعة مغمورة وسر وصول المغرب لنهائى المونديال!.
ورغم أخطاء منتخب مصر فى المباريات الثلاث أمام اليابان ونيوزيلندا وتشيلى حتى مع الفوز على الأخيرة مع صافرة النهاية، إلا أن المسئولية أكبر من جهاز فنى وإنما «أساسيات» وسّعت الفجوة، قد نستعين بمدربين موهوبين ولكنها قوة دفع ذاتية مؤقتة طالما هناك ثقوب فى المنظومة تحتاج لترقيع ولكنها ستظل مشوهة الشكل!
ويبدو أن مسئولينا وجدوا صعوبة مواجهة تحديات تحتاج ثورة تغيير حقيقية وأى نافذة للتطوير ستفتح «عش الدبابير» وإثارة الجماهير، وهدوء الأجواء أفضل من نبش صخور تراكمت لسنوات ومن الصعب تحريكها وتغيير مسار مياه راكدة أصابت الكرة بالعفن والتبلد!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الفرق بين ترامب وماتشادو
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الشحات المحظوظ!