الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» :أصبحوا أُسوداً

ما تفعله حماس في غزة ليس عملاً بطولياً.
قتْل الأشخاص الذين يختلفون معهم عار سيلاحقهم، كما لاحقهم عار رمي العاملين في الحكومة الفلسطينية من أسطح المباني قبل 20 عاماً، يوم سرقوا غزة باتفاق سري مع إسرائيل، ويوم زُودوا بالأسلحة حتى يطردوا السلطة الشرعية، ويُفشلوا مشروع الدولة المنصوص عليها في اتفاقيات السلام!
هؤلاء الذين نراهم في شوارع المدينة المنكوبة، الملثمون الممسوحة هوياتهم، حاملو الرشاشات، ومصوبو المسدسات نحو رؤوس الشباب المقيدة أيديهم، ويتلون حكماً ميدانياً بالإعدام، والعائدون يتفرجون عليهم، وكأنهم لم يكتفوا بعد من رؤية الموت، العاجزون عن الكلام، والخائفون من رصاصات شقيقة حلت مكان رصاصات عدوة!
هؤلاء هم الذين يسمون برجال المقاومة، وما زال الإخوان ومن يتبعهم من «الفلاسفة» يصرون على انتصارهم في مواجهة من استدرجوهم ليدمروا غزة، ويبيدوا شعبها، هؤلاء أبطال الأنفاق، من قضوا عامين في جحور تحت الأرض، أصبحوا أُسوداً، أظفارهم طويلة، وأنيابهم قاطعة على الأبرياء، وهم يعلمون ذلك، ولكنها النزعة السلطوية المخادعة والمكابرة هي التي تحكمهم، وهي التي يعتقدون أنها ستطيل أعمار تنظيماتهم وحركاتهم.
من أُعدموا في الشوارع خلال الأيام الماضية ليسوا عملاء، وليسوا خونة، فالعملاء والخونة يعيشون بينهم، ويرصدون تحركاتهم، ويزودون العدو بإحداثيات أماكنهم، وعندما تنتهي مهامهم يرحلون مع قادة حماس الذين رحلوا من قبل، واستقروا في دول بعيدة وبرعاية كاملة!
من أُعدموا التُقطوا من بيوتهم، ومن بين أهلهم، ولم يجرؤ أحد من أعضاء حماس على حجزهم وتقديمهم إلى القضاء، هم أبرياء، وقد قُتلوا ظلماً بعدم تطبيق القوانين الملزمة قبل إزهاق أرواحهم، لا أدلة، ولا قضاة، ولا حقوق، كما جاء في شرع الله، وفي الإجراءات الجنائية المكتوبة، فأي شرع هذا الذي يتبعه من غطوا وجوههم خشية العار لهم ولأهلهم؟
تلك صورة قبيحة لمن يسمون أنفسهم بالمقاومة، تضاف إلى قبح الفكر المرتد الذي اكتسبوه من الإخوان.