توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : صرخة في وجه العالم المتشظي الفاقد للحب…!

في زمنٍ لم تكن فيه القلوب تُغلق بأقفال…

ولا تُغطّى المشاعر بأقنعة…

كان الحبُّ يُكتب على ضوء القمر…

ويُرسل مع أنسام الليل..

ويُختزن في أحداق العيون…

كان قيس إذا اشتاق نزف شعراً…

وكان صوته يطرق أبواب الصحراء حتى ترتجف الرمال…

وحين تبتسم ليلى، كانت تضيء للوجد دروباً لا تنتهي…

ذاك الزمان لم يعرف التكنولوجيا…

لكنه امتلك ما هو أندر وأغلى الصدق.

ثم جاء زماننا…

زمن أنيق المظهر، مشوَّه الجوهر…

يمشي على ساقين من سرعة…

ويغني للحب بصوتٍ آليٍّ بلا روح…

عصرٌ تحوّلت فيه المشاعر إلى رموز…

والأشواق إلى إشعارات…

واللقاءات إلى مكالمات مصوّرة…

ووعود الوفاء إلى “آخر ظهور ” …

ضاع دفء الأيدي في زحام الشاشات…

وتقطّعت أوصال الرحم…

وتمزقت خرائط القلب في متاهة باردة…

هذا السقوط العاطفي أوجع كل محبٍّ صادق…

فدفعنا نحو الخيال لنحفر ملاذاً.

أين نحن من زمن كان فيه الحب  يُبنى على نظرة تكفي العمر…

لا على رسالة تُمحى بعد قراءتها..

كيف يمكننا استرجاع ما فقدناه…

أُفرغ الحب من روحه…

وحوّل الإنسان إلى حساب…

والعلاقة إلى معاملة…

والبيت إلى مساحة مشتركة بلا دفء…

نسوا أن أجمل الأشياء لا تُشترى…

وأن أقدس العلاقات لا تُدار بكبسة زر…

الحب شجرة تكفي ثمارها البشر جميعاً…

ولو تجاوز عددهم المليارات ، الحب امتدادٌ للروح، يقين وسكينة…

قلبٌ مفتوح للحوار…

يبني ولا يهدم.

الحب ليس موضةً عابرة…

بل عقيدة حية ..

والأسرة فيه وطن.

 اقرأ أيضا

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : بين الخيمة والسماء رحلة إلى الذات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى