رغم ارتفاع شعبية ترامب داخل إسرائيل .. اتفاق غزة يعزز موقع نتنياهو

داخل إسرائيل.. ترتفع شعبية الرئيس الأمريكي ترامب عن شعبية نتنياهو، وهذا من الأسباب التي سمحت لترامب بفرض خطة السلام الخاصة به على تل أبيب، بالحد الأدنى في مرحلتها الأولى.
وهذا سبب الهتافات الشاجبة ضد نتنياهو حين ذكر اسمه مؤخراً الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف أمام حشد إسرائيلي في تل أبيب، مقابل الهتافات المرحبة لدى ذكر اسم ترامب.
وفي يونيو 2025، قال استطلاع “بيو” أن 69 في المئة من الإسرائيليين أعربوا عن ثقتهم بترامب، بينما قال فقط 45 في المئة إنهم يثقون بنتنياهو.
يستطيع ترامب إثارة الاستياء في أوساط جزء من شعبية نتنياهو إذا رفض الأخير مقترح الرئيس الأمريكي.
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي تعرض نتنياهو للخسارة بسبب متطلبات خطة السلام الخاصة به.. وذلك حين سأله مراسل عن هذا الاحتمال يوم الخميس الماضي، أجاب: اُنظر، هذه هي السياسة.. الأمر ممكن.. لا أعرف.. لكنه لم يكن جازماً: أظن أنه يتمتع بشعبية مرتفعة جداً حالياً.. إنه أكثر شعبية اليوم مما كان عليه قبل خمسة أيام.
يبدو أن الرئيس الأمريكي كان محقاً، بطريقة أو بأخرى.. فبحسب استطلاع لـ “معاريف” نُشر الجمعة، أدى اتفاق تبادل الأسرى إلى تعزيز موقع نتنياهو الداخلي.. فقد حصل حزب “الليكود” على ثلاثة مقاعد إضافية بينما خسرت المعارضة الأكثرية.
في هذا الاستطلاع، تحرك الرأي العام الإسرائيلي بالتوازي مع إبداء المسؤولين تأييد الصفقة الأمريكية.. فإلى جانب “الليكود”، تقدمت حظوظ حزب “هنالك مستقبل” بزعامة يائير لابيد الذي وافق على الخطة..
بينما تراجعت شعبية “تكتل التغيير” بزعامة نفتالي بينيت، بسبب غياب موقف صريح له في هذا الإطار.
إن قبول نتنياهو بالصفقة الأمريكية طريق بمسارين.. فهو قدّم أيضاً خدمة لترامب، بما أن الساحة الإسرائيلية قادرة على منح الأخير مكاسب أكبر مما يمكن أن يجده حالياً في أي مكان آخر، أكان داخل الولايات المتحدة أم على الصعيد الدولي. خارجياً، تحتل إسرائيل المرتبة الثانية على مستوى الدول الأكثر تأييداً لترامب، بعد نيجيريا (79 في المئة).
لا تمثّل شعبية ترامب الكبيرة عبئاً صافياً على نتنياهو.. ويدرك الأخير أن تعلق ترامب بآمال الحصول على جائزة “نوبل” السنة المقبلة يواصل منحه نقاط قوة خلال الأشهر القليلة المقبلة بالحد الأدنى.
في نهاية الأمر، يُظهر التباين بين شعبيتي ترامب ونتنياهو في الداخل الإسرائيلي أن جذر الاختلاف في النظرة الإسرائيلية تجاههما هو شخصي، أكثر مما هو سياسي.
فترامب يمثّل في الداخل الإسرائيلي جلّ ما يمثّله نتنياهو سياسياً، إنما من دون أعباء الحكم وتهم الفساد وتقييد القضاء والتهرب من المحاكمة.
و كتبت خبيرة مسح الرأي العام الإسرائيلي داليا شيندلين الصيف الماضي أنه بصرف النظر عن التركيز على نتنياهو، يبقى الواقع أنه عندما يتعلق الأمر بالتعنت الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، فإن رئيس الوزراء ليس وحده المشكلة.
وإذا كان الإسرائيليون يحبون ترامب، فسيروج نتنياهو لعلاقته الوثيقة مع الرئيس الأمريكي كي يعيد تشكيل رافعته الشعبية.. بحسب “معاريف” على الأقل، يبدو أن الأمر يؤتي ثماره.