اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : نحتاج دواء للأسلوب والأدب لمواجهة أمراض البشر

ويبقى الله هو الداء والدواء بيده الشفاء للأمراض والأوجاع النفسية والجسدية.
فالله مصدر كل شيء، وأن الابتلاءات (الداء) لها علاج أو شفاء (الدواء) من عند الله.
و الدين يبيّن أن الله هو مصدر الشفاء والدواء.
لو احببنا أن نمتلك صيدلية نموذجية لهذا العصر نسأل ماذا نحتاج وماذا نضع فيها؟
نحتاج لمخترع دواء للأسلوب والأدب كي نعالج الذي عانى منه أغلب البشر
كم من صريح لم تفهمه العقول،وكم من منافق كسب الثقة والعقول.
ليتنا نملك صيدلية على الرفوف الخرساء نضع كل أصوات الدنيا ونبيع فيها كتفاً لنبكي عليه ونبيع فيها ذراعا لنستند إليها ونبيع مستوعبات صغيرة فيها ابتسامات تستخدم أربع مرات في اليوم على الأقل ونبيع زجاجة دموع نستخدم عند الحاجة.
نضع جناح خاص نبيع فيه حبوب للقلب والروح تكون مضادة للحزن وتوقف البكاء على فقدان أصدقاء وأحباء تأخذ كلما تذكرناهم أو نظرنا إلى صورهم.نبيع حبة تعاطف لأولئك الذين عاشت قلوبهم وجعا وألما وحسرة ونبيع شراب مقوي للقلب لتلك القلوب الحزينة المنكسرة ونبيع حبة أمل وحبة محبة وحبة فرح وحبة تفاؤل وأقراص سعادة تدوم وتدوم وتدوم.
ونبيع لصقات الجروح غير المرئية لتلك الندوب التي تتركها الكلمة في أذهاننا.
ونبيع لمسة حنان صادقة ونبيع كلمة صديق تستخدم عند الأزمات ونبيع حنجر يستخدم للفة العائلة تستعمل عند الحاجة.
نبيع مطهر للنغوس المصابة ونبيع غسول راحة بال يستعمل كل يوم وكل ساعة وعند كل خطب جلل.
نبيع ضمادات البيت الدافئ لاولئك السائحين في العراء وبرودة الحياة.
لن يستطيع العلم الحديث اختراع مهدئ للأعصاب أفضل من كلمة لطيفة تقال في اللحظة المناسبة.
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية وأن يرزقنا من حيث لا نحتسب إنه على كل شيء قدير.