توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : فعلها عندما أراد

اختصر مشهد فجر الأمس جرائم عامين كاملين في غزة، الناس هم الذين تحدثوا، ليس ترامب ولا نتانياهو ولا من يسمون أنفسهم قادة حماس، وهم الذين عبروا عن المعنى الذي يحمله اتفاق وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والمختطفين، والانسحاب الإسرائيلي، حسب نص المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي، ومن بعدها تتوالى المراحل الأخرى.
أهل غزة، شبابها ونساؤها وأطفالها، نزلوا إلى الشوارع فرحين بما سمعوا، ورغم كل الجراح التي أثخنت بها قلوبهم احتفلوا، داسوا على آلامهم، ورددوا الأناشيد و«دبكوا»، أرادوا أن يوصلوا رسالة شكر لكل الذين وقفوا مع غزة في محنتها، وأزاحوا الظلم، وأشعلوا شموع الأمل من جديد، فهم القضية التي أبكت العالم، وهم المأساة التي حركت العالم، وهم ليسوا «حماس»، وليسوا من الفئة التي تتبع «حماس»، هم ضحايا طرفين قررا أن يجعلوهم «قرابين» لتحقيق أطماع شريرة.
وحتى سكان إسرائيل، أهل المخطوفين الذين «سمسر» على حياتهم مجرم حرب ومن يمشون في معيته، والفئة الاستيطانية المتوحشة والمتعطشة للدماء، هؤلاء السكان الذين يريدون السلام، ويتطلعون إلى حياة آمنة، رأيناهم يشعلون الشموع مع سماعهم بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وابتسامات عريضة تملأ وجوههم، معبرين عن الفرح، والحقيقة التي كانت غائبة عن رؤساء الولايات المتحدة وأوروبا، وهي أن التطرف الذي يمثله نتانياهو لا يعبر إلا عن نفسه المريضة.
الأغلبية التقت عند نقطة الفرح بانتهاء الحرب، لأنها ضحية لاستبداد وتطرف مجموعات متحزبة تخدم مصالحها، وتدوس على مصالح من لا ينتمي إليها، ومن بعد كل ما شاهدناه بالأمس، وبعد «ابتسامة الفخر» التي رأيناها على وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكأنه لاعب كرة قدم سجل هدفاً في المرمى، ونحمد الله أنه لم يرقص رقصته الشهيرة، والتي تصنف ضمن أسوأ الرقصات، وحفظ مكانته وإنجازه، أقول لكم، بعد كل ذلك تعود الكرة إلى ترامب، فإن واصل أسلوبه الذي اتبعه في الأيام الأخيرة سيسجل أهدافاً، وسينهي حروباً حقيقية تحل مكان الحروب السبع التي لا نعرفها!
قلنا من قبل إن ترامب يستطيع أن يوقف الحرب إذا أراد، وقد فعلها، ونجح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى