توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : حين يختلط الحب بالاضطراب .. بين سيكوباتية الرجل وعاطفية المرأة

الحبّ شعور عظيم حين يكون سليمًا، لكنه يتحول إلى معركة نفسية عندما يدخل أحد الطرفين العلاقة وهو يحمل اضطرابًا غير مفهوم لا يرى ذاته بوضوح ولا الآخر بإنسانية.

في كثير من الحالات، يكون أحدهما أسيرًا لـ نقص داخلي يختبئ خلف قناع القوة أو العاطفة المفرطة، فيصبح الحبّ وسيلة للسيطرة لا وسيلة للشفاء.

بين السيكوباتية والعاطفية المفرطة

الرجل السيكوباث لا يحب، بل يستمتع بالهيمنة. يرى في الآخر مرآةً لذاته، لا شريكًا متكاملًا. يغدق بالعاطفة في البداية ليصنع صورة مثالية عن نفسه، ثم يبدأ بتقويض الطرف الآخر نفسيًا وجسديًا، فيدمره باسم الحب.

في المقابل، كثير من النساء بدافع فطري من الحنان يقعن في فخ “المخلّص”، معتقدات أن بإمكانهن إصلاح الرجل المكسور أو تحويل قسوته إلى حنان.

وهنا تبدأ المأساة: لأن العاطفة بلا وعي تتحول إلى سجن، ولأن الإصلاح لا يتم إلا إذا أراد المريض أن يتعافى بنفسه.

العلاقة ليست حربًا

العلاقات السامة لا تقتصر على جنسٍ دون آخر.

فالمرأة أيضًا قد تكون مؤذية، تمارس التلاعب بالمشاعر والابتزاز العاطفي، تمامًا كما يفعل بعض الرجال.. الفرق فقط في الوسائل لا في المبدأ.

السيكوباثية ليست هوية رجل، بل خلل في الضمير الإنساني، والضحية ليست دومًا امرأة، فقد يكون الرجل هو المتألم الصامت أيضًا.

كيف نميّز العلاقة المريضة؟

  • حين يصبح الحب سببًا للألم لا للنمو.
  • حين يُطلب منك التنازل عن كرامتك باسم “الاحترام”.
  • حين تُحمّل مسؤولية أخطاء لم ترتكبها.
  • حين يُطلب منك الصمت كي تستمر العلاقة.

العلاج الحقيقي

العلاقة السوية تبدأ من وعي الفرد بذاته.

حين يفهم الرجل أن الرجولة ليست تسلّطًا بل حماية، وحين تدرك المرأة أن العطاء لا يعني التنازل عن النفس، حينها فقط يمكن أن يلتقي القلبان في مساحة من النضج والصدق، لا من الخوف والاحتياج.

العلاقة الناضجة لا تحتاج بطولة، بل إنسانينِ شُفيا من أوجاع الماضي، فقرّرا أن يكونا سلامًا لبعضهما….

 اقرأ أيضا

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : الزمن بين الأمس واليوم … الشيخوخة الجميلة

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : المشاكل النفسية بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى