إدارة ترامب تُجلي فلسطينية من غزة وسط الغارات .. مالسبب والتكلفة وأين هي الآن

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها عن عملية إجلاء سرية لامرأة فلسطينية من قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة بعد تدخل “فوق العادة” من إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتعاون والتنسيق بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية.
والمرأة الفلسطينية هي “أحلام فروانة”، “59 عاما”، والدة الجندي يونس فروانة (32 عاما) والذي يعمل مسعفا في البحرية الأمريكية منذ عام 2023.
تضمنت العملية وقفا منسقا للغارات العسكرية الإسرائيلية لضمان حماية تحركات المرأة أثناء خروجها من القطاع، وقد أظهر هذا التدخل مدى الصعوبة البالغة التي يواجهها أي شخص يحاول ترتيب خروج قانوني من غزة دون موارد أو نفوذ واسع.
وأوضحت الصحيفة أن محاولات الإجلاء بدأت بعد أن دُمر منزل عائلة المرأة المكون من 7 طوابق، إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، ما دفع ابنها، الذي حصل على الجنسية الأميركية في فبراير 2024، للبحث عن مساعدة.
وتوضح أن يونس فروانة بدأ العمل منذ أوائل عام 2024 لتنسيق مغادرة والدته عبر الأردن، وقال إنه تقدم أيضا بطلب لتسريع إجراءات إجلاء أشقائه الـ6، لكن طلبه رُفض في جميع الحالات باستثناء والدته.
وحصل على موافقة من مسؤولي الهجرة الأمريكيين لضمان دخولها إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يجد من يرافقها إلى خارج غزة أو يساعده في تجديد جواز سفرها منتهي الصلاحية.
وأضافت الصحيفة أن إجلاء المرأة الفلسطينية تم في نهاية المطاف عبر جهود منظمة “جمعية العمليات الخاصة الأمريكية” للمحاربين القدامى، التي شكلت فريقا ضم مسؤولين كبار ودبلوماسيين سابقين، من بينهم مورغان أورتاجوس، نائبة المبعوث الخاص لترامب، وقد نجح الفريق في تأمين الموافقات المطلوبة من الأردن وإسرائيل، مستغلا شبكة علاقاته الواسعة لضمان “منطقة عازلة أمنية” للسيدة فروانة.
وقالت الصحيفة أن العملية تضمنت -إلى جانب التدخل المباشر لمسؤولين أمريكيين كبار- جهودا لوجستية مكثفة وتكلفة وصلت إلى 10 آلاف دولار لتمويل النقل البري الآمن، وبرمجيات معقدة لمراقبة تحركات المرأة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وتحركت أحلام فروانة مسافة 14 كيلومترا سيرا على الأقدام، تحت الحماية والتنسيق المباشر، لتصل إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى الأردن في منتصف سبتمبر الماضي.
يشار إلى أن معبر كرم أبو سالم يقع في النقطة الحدودية الثلاثية بين قطاع غزة ومصر وأراضي الداخل الفلسطيني المحتل، ويبعد نحو 4 كيلومترات من رفح، ويخضع تسييره للتنسيق المشترك بين مصر وإسرائيل.
وتفتح هذه القضية تساؤلات حول المعايير التي تتبناها الإدارة الأميركية في مساعدة العائلات الفلسطينية الأمريكية، في الوقت الذي يتم فيه رفض العديد من طلبات الإجلاء الأخرى لأسباب تتعلق بـ”الأمن القومي”، وفقا للمحامين الذين يمثلون تلك العائلات.
وتتواجد أحلام فروانة حاليا في الأردن في انتظار الموافقة على تأشيرتها لدخول الولايات المتحدة.