
ترددت في الساعات الأخيرة، بأنه تم تكفين الشيخ الراحل الدكتورأحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بقطعة من كسوة الكعبة المشرفة ماآثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الراحل قد لقى ربه صباح اليوم الثلاثاء إثر وعكة صحية.
وأكدت مصادر مقربة من العائلة، أن الشيخ الراحل تم تكفينه بـ مفرش فاخر مكتوب عليه سورة “يس”، كان هدية من أحد محبيه في المدينة المنورة منذ عدة سنوات، وظل محتفظًا به حتى لحظة وفاته.
وأشارت المصادر إلى أن المفرش لم يكن من كسوة الكعبة كما أشيع، بل قطعة مميزة احتفظ بها الشيخ تقديرًا لصاحبها الذي أهداها له أثناء إحدى زياراته للمملكة العربية السعودية، مؤكدة أن مراسم التكفين والدفن جرت ببساطة تامة، وفقًا لوصية الشيخ الراحل.
ووصل جثمان الدكتور أحمد عمر هاشم إلى الجامع الأزهر الشريف ظهر اليوم، حيث أُديت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر في مشهد مهيب حضره عدد كبير من العلماء وقيادات الأزهر وطلابه، إلى جانب حضور واسع من محبيه من مختلف المحافظات.
المولد والتعليم
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُيّن معيدًا بقسم الحديث، قبل أن يحصل على الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في الحديث وعلومه، ليصبح بعدها أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983، ويتولى عمادة كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ثم رئاسة جامعة الأزهر عام 1995.
مناصب
و شغل الراحل مناصب رفيعة داخل الأزهر وخارجه، حيث كان عضوًا بمجلس الشعب والشورى بالتعيين، وعضوًا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، إلى جانب عضويته في مجلسي الثقافة والطرق الصوفية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1992 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
رؤية الدكتور الراحل لرسول الله صلّ الله عليه وسلم
وحكي الدكتور أحمد عمر هاشم رؤؤؤيته للرسول صل الله عليه وسلم قائلا: «المرة الأولى التي رأيت فيها سيدي رسول الله صل الله عليه وسلم- كانت بالكعبة، بين باب الكعبة والحجر الأسود، وكان واقفًا يطوف وكنت خلفه، كنت طالبًا في السنة الرابعة في أصول الدين، وكل شيء بدا وكأنه مزيج من الحلم واليقظة».
عاد بعدها إلى منزله، وشرح له والده رؤيته قائلاً: «تفسير هذه الرؤية شيئان.
الأول: أنك ستذهب للحج، لكنك وقتها كنت مجرد طالب.
الثاني: أنك ستتخصص في سُنة الرسول صلّ الله عليه وسلم، لأنك كنت تسير خلفه».
الرؤية لم تكن مجرد حلم عابر، بل شكلت خريطة لمستقبله العلمي والروحي، إذ تحقق الجزء الأول حين اختارته الجامعة لأداء مناسك الحج وهى رحلة تنظمها الجامعة كل سنة وتختار عددا من الطلاب.
وفيما بعد، أصبح تخصصه العلمي هو السنة النبوية، ليحصل على الماجستير والدكتوراه في السنة.
عمر هاشم: سورة يس من أعظم سور القرآن الكريم
و أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن سورة «يـس» تعد من أعظم سور القرآن الكريم (وكل سور القرآن عظيمة)، لأنها آياتها توضح عقاب من استهزئ برسل وأنبياء الله في الدنيا والأخرة.
وأضاف أحمد عمر هاشم، خلال برنامج «من هدى القرآن» عبر قناة صدى البلد، أن هناك العديد من الدول والأشخاص في الوقت الحالي يستهزئون برسل الله، كما أن هؤلاء الأشخاص لا يدركون العقاب المنتظر لهم عقب الاستهزاء برسل الله
وأكمل: سورة يس تحتوى على العديد من آيات الله التي تؤكد على وحدانيته، وقدرته على تغير كل شيء، وفقا لقوله تعالي( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ . وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ . لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة يس:37-40].
وأوضح عمر هاشم، أن آيات كثيرة ومتعددة في الحياة مثل ظاهرتي القمر والشمس، كما أن الله سيرى آياته في الآفاق وفي كل الأنفس، موضحًا أن الله خلق الخيل والحمار والبغال لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون.
رحلته مع الحج
و يتذكر الدكتور هاشم تجربته في الحج: «ذهب إلى مكة وكنت أتحرك فيها وفى كل جزء منها، أنصح الشباب الذين يستطيعون الحج في سن مبكر أن يغتنموا الفرصة، لأن الصحة والنشاط يجعل الرحلة تجربة لا تُنسى».