توبصحةكُتّاب وآراء

طلعت الطرابيشي يكتب لـ «30 يوم» :القمح المحصول الرئيسى لثلث سكان العالم « فيه سم قاتل » !

هل تصدق أن القمح فيه ” سم قاتل ” ؟ المحصول الإستراتيجى الأول فى البورصة العالمية , والمكون الرئيسى لإنتاج رغيف العيش , ومعظم المخبوزات , ” والمعجنات ” من المكرونة وغيرها – حقيقة – يجهلها الكثير من الناس . رغم أنها معروفة منذ عشرات السنين .

ومن مفارقات محصول ” القمح ” السلعة الزراعية الإستراتيجية التى تتصدر قائمة جميع محاصيل الحبوب على الإطلاق , فإن لها وجهان . وجه محبب ومفيد , ولاغنى عنه كغذاء صحى لأكثر من ثلث سكان العالم . ووجه أخر على النقيض ضار  . ويمثل خطر داهم على مرضى ” حساسية القمح ” . ففى الوقت الذى يتزايد الطلب عليه , ويتكالب على إستهلاكه معظم شعوب العالم . هناك  3 % من سكان العالم محرومون من تناوله , أو حتى الإقتراب منه . لما يمثله من ضرر بالغ وخطورته الشديدة على الصحة العامة .

( حساسية القمح – السلياك )

ومن بين الأمراض التى يسببها  ” القمح ” , ومنتجاته , وأنواعه المتماثلة , والمتشابهة فى الضرر ” الشعير , والكينو , والشيلم , والشوفان ” – وإن –  كان الشوفان أقل محاصيل الحبوب فى نسب إحتوائه على الجيلوتين  . وتتمثل أمراض القمح فى نوعين ( حساسية القمح – السلياك ) .  النوع الأول يمثل حساسية للجسم من القمح , ومنتجاته – وهذه – الحساسية تتدرج مابين ضعيفة فى المرحل المرضية الأولية , والمرحلة المتوسطة . والمرحلة المرضية المرتفعة . ولحسن حظ أصحاب هذه المراحل المرضية أنها قابلة للشفاء بمجرد تجنب القمح , وتناول بدائل القمح . أما النوع الثانى ” السلياك ” فهو مرض أكثر خطورة ويسمى بـ ” الداء البطنى ” – بإعتباره – مرض مزمن يستمر مع الإنسان طوال حياته . وفى الغالب يكون وراثى فى محيط الأسرة , وقد يرتبط بحساسية ” الربو ” .

من إكتشافات الحرب العالمية الثانية

وتكمن خطورته فى عدم وجود علاج , أو دواء وقائى له منذ إكتشافه فى فترة  الحرب العالمية الثانية عن طريق المصادفة , وحى الأن . بالإضافة إلى تأثيره الشديد على جهاز المناعة مناعة . حيث يؤدى إلى نقص مناعة الجسم , ويتسبب فى إحداث إضطراب مزمن فى الجهاز الهضمى . الأمر الذى يترتب عليه تلف الأمعاء الدقيقة – وبالتالى –  سهولة تعرض الجسم للكثير من الأمراض .

نقص المناعة

ويذكر أن نقص المناعة . يتسبب فى إضعاف قدرة الجسم على مقاومة العدوى . حيث يترتب على نقص المناعة فقدان القدرة على إنتاج أى محفزات , أو إستجابات مناعية للدفاع عن الجسم ضد المراض , والمسببات المرضية . مثل البكتيريا , والفيروسات . نتيجة عدم وجود أجسام مضادة , أو خلايا مناعية كافية للحماية , والوقاية من الأمراض.

وحدة إنتاج المنتجات الخالية من الجيلوتين

ويرجع الدكتور محمود محمد بندارى رئيس وحدة المنتجات الخالية من الجيلوتين بمعهد بحوث تكنولوجا الأغذية بمركز البحوث الزراعية , أن بروتين ” الجيلوتين ” هو السبب الرئيسى فى الإصابة بمرض ( حساسية القمح , والسيلياك ) . وهو مرض مناعى شديد الحساسية من عنصر ( الجيلوتين ) الموجود بالقمح  . وهو عبارة عن مركب بروتينى موجود بصورة طبيعية فى الحبوب . وتشكل نسبته  80 % فى بذرة القمح , وبنسبة أقل فى دقيق القمح .

بدائل القمح

ولتجنب تفاقم المرض . ليس أمام مرض حساسية القمح الأولية , أو المزمنة , إلا تناول بدائل القمح الخالية من مادة ” الجلوتين ” , والتى تعوضهم بالفيتامينات , والعناصر المعدنية , والألياف اللازمة للجسم . وتتمثل قائمة بدائل القمح فى ( الذرة , ودقيق الذرة , والفريك , الحنطة السوداء , والدخن , والبقوليات ,  والصويا , والبطاطس , والأرز , ودقيق الأرز ) .

وحدة المنتجات الخالية من الجلوتين

ولخدمة هذه الفئة من المرضى , أنشأ قسم بحوث الخبز والعجائن بمعهد تكنولوجيا الأغذية  , وحدة خاصة لإنتاج المنتجات الخالية من الجيلوتين عام 1994 . تختص بإجراء البحوث الخاصة بالأغذية المناسبة – لهذه – الفئة , وتوفير اللوجستيات , والأجهزة اللازمة , لإنتاج رغيف العيش , وبعض المنتجات الأخرى الخالية من الجيلوتين , و بما يتوافق مع  المواصفات المطلوبة , وبسعر التكلفة . وتعد وحدة المنتجات الخالية من الجيلوتين التى يتولى إدارتها , والإشراف عليها الدكتور محمود بندارى , الجهة الحكومية الوحيدة التابعة لوزارة الزراعة , التى تقدم هذه الخدمة على مستوى محافظات مصر . وهناك عدد محدود من المنافذ , والمخابز الخاصة التى تعمل فى إنتاج المخبوزات , والحلويات الخالية من الجيلوتين . ولكن بأسعار القطاع الخاص , والذى يهدف للربح .

وتتمثل منتجات وحدة المنتجات الخالية من الجيلوتين بمعهد تكنولوجيا الأغذية , فى رغيف العيش , والـ ” بيتى فور ساده , وسباليه بالشيكولاته , وبسكويت الشاى الساده , وبسكويت العجوة , الكعك , والغريبة .

البيع بسعر التكلفة

وتراعى الوحدة  التعامل مع مطاحن خاصة بدقيق الذرة , لتوفير الدقيق بالمواصفات المطلوبة . منها ألا تزيد درجة الرطوبة على 14 % . ويكون ناعما , وخالى من الحشرات , ونسبة الردة تكون قليلة , أو شبه منعدمة . وتقدر الطاقة الإنتاجية للوحدة , بحوالى 6000 كيس خبز شهريا . بمايعادل 30 ألف رغيف . على أساس 5 أرغفة فى كل كيس . وبسعر 5 جنيهات للكيس الواحد  . وهذا السعر يعادل 50 % من سعر منافذ بيع القطاع الخاص .

أعراض المرض

ويمكن إيجاز أعراض المرض فى :

  • إنتفاخ البطن .
  • ألم فى المعدة .
  • إسهال .
  • رائحة كريهة للبراز , وقد يكون براز دموى .
  • إرهاق شبه دائم .
  • ألم فى المفاصل .
  • ظهور بقع , وحكة فى الجلد .
  • فقدان الوزن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى