توبكُتّاب وآراء

د. أمل رمزي تكتب لـ «30 يوم» : ليست خارطة طريق بل مشروع احتلال بغطاء أمريكي

لم تكن خطة ترامب ذات الـ21 بندًا سوى محاولة جديدة لإعادة إنتاج الاحتلال تحت لافتة السلام، فكل من يقرأ تفاصيلها يدرك أنها ليست مبادرة أمريكية بل نسخة منقحة من مشروع إسرائيلى قديم، نُفض عنه الغبار ثم صُدّر إلى العالم فى عبوة أنيقة ليبدو وكأنه خارطة طريق نحو تسوية تاريخية.

الخطة مكتوبة فى تل أبيب وموقعة فى واشنطن ومطلوب من بقية العالم أن يصفق منذ اللحظة الأولى يتضح أن الفلسطينى ليس شريكا فى هذا السيناريو، البنود تصاغ بلغة الشروط لا بلغة الحلول، نزع سلاح المقاومة، تفكيك حماس سياسيا وعسكريا وإعطاء الجيش الإسرائيلى حق الدخول إلى غزة متى شاء، هذه ليست مفاوضات بل إملاءات مكتوبة بحبر القوة، ومعززة بغطاء أمريكى يبيع للعالم وهم يطلقون عليه سلام.

الأخطر أن مصير غزة يحدد بعيدا عن أهلها واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم الأخرى تتقاسم القرار، بينما يُقصى أصحاب الأرض من حق تقرير مستقبلهم وكأن الفلسطينى مجرد متفرج على مصيره ممنوع من الكلام أو الاعتراض

ثم تأتى ورقة الرهائن الإسرائيليين لتزيد الطين بلة، معاناة عائلاتهم تتحول إلى سلاح ضغط تُرفع أصواتهم فى كل اتجاه لتبرير مزيد من القهر على غزة، بينما يدفن أطفال ونساء وشيوخ تحت الركام بلا حق حتى فى الشكوى، هكذا يُستعمل الألم الإنسانى لإحكام السيطرة السياسية.

واشنطن تدّعى أنها وسيط لكنها فى الحقيقة طرف أصيل فى اللعبة، هى من تمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيا، وتعيد تسويق مشروعها باعتباره مبادرة ترامب، هذه ليست خطة للسلام، إنها جولة جديدة من مشروع الاحتلال، مشروع يضمن لإسرائيل الأمن والهيمنة ويترك الفلسطينيين أسرى وعود غامضة بإعمار بلا ضمانات وتنمية بلا سيادة وحياة بلا كرامة، الخطة فى جوهرها تقول للفلسطينى أمامك خياران، الموت أو الاستسلام.

هذه ليست خطة سلام بل خطة إخضاع، من يتوهم أن الحق الفلسطينى يمكن أن يُمحى بقرار أمريكى أو بتوقيع إسرائيلى فعليه أن يراجع التاريخ ليعلم أن كل ما يُبنى على الوصاية يسقط وكل ما يُكتب بعيدا عن أهل الأرض يولد ميتا، الحق الفلسطينى باقٍ والاحتلال إلى زوال والايام بيننا.

حفظ الله مصر حفظ الله الجيش.

 اقرأ أيضا

د. أمل رمزي تكتب لـ «30 يوم» : القاهرة تقهر أحلام الصهاينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى