خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : حدث جلل .. وما أدراك ماأكتوبر!!

أشعر أن حدثًا جللًا سيحدث خلال ساعات فى منطقة الشرق الأوسط، القراءات والشواهد والمتابعات تدعم هذا الشعور، وإن كنت أرجح أن الحدث لن يقع قبل ٧ أكتوبر وما أدراك ما هذا التاريخ بالنسبة لليهود، بل وما أدراك ما يمثل لهم ولنا شهر أكتوبر من ذكريات ستظل عالقة فى ذاكرة التاريخ.
ربما تبدأ مقدمات الحدث الجلل قبل أو بعد نشر المقال، فحسب هيئة البث الإسرائيلية، سلطات الاحتلال أصدرت قرارًا بمنع وصول سفن أسطول الصمود لشواطئ غزة تحت أى ظرف و«بأى ثمن»، وصدرت أوامر للبحرية الإسرائيلية بالاستعداد لإجراء عمليات مكثفة للسيطرة على سفن الأسطول ونقل من عليها من النشطاء لسفينة حربية كبيرة، وسحب سفنهم لميناء أشدود وإغراق بعضها فى عرض البحر بعد تفريغها.
وحسب تسريبات وتقارير صحفية انتشرت خلال الأيام الماضية، ينفذ الحرس الثورى الإيرانى حاليًا «أكبر عملية تعبئة داخلية فى تاريخه»، حيث ينقل الصواريخ الباليستية الإيرانية حاليًا لأنفاق جبلية ومواقع عسكرية محصنة، بعضها يصل عمقه لأكثر من 50 مترًا تحت الأرض، يحدث ذلك بالتزامن مع تقارير تؤكد أن إسرائيل تجهز لحرب جديدة وشاملة على إيران خلال الأيام القادمة، ربما قبل أو فى 7 أكتوبر بالتحديد.
وما يرجح صحة هذه التقارير هو أن الجيش الأمريكى بدأ بالفعل يحرك طائرات تزويد وقود من قواعده فى تكساس وفلوريدا، وعدد من طيارات F-35 الشبحية باتجاه الخليج، كما اجتمع ترامب مع قادة الجيش الأمريكى فى فرجينيا، وهدّد خلال الاجتماع، باستخدام الأسلحة النووية وإن أعداء أمريكا «لابد أن يخافوا مما هو قادم» بل وهدّد القادة أنفسهم وقال لهم «إذا لم يعجبكم ما أقول يمكنكم مغادرة الغرفة وستخسرون رتبكم ومستقبلكم».
المتابع لتفاصيل المشهد والأحداث سيكتشف أن البنود التى تم الإعلان عنها، تختلف كثيرًا عما عرضته أمريكا من قبل على القادة العرب، خاصة فيما يخص «حل الدولتين»، والسبب فى تغيير الكلام المفاجئ فى آخر لحظة هو نتنياهو، فحسب تقرير لصحيفة أكسيوس الأمريكية، اجتمع يوم الأحد الماضى، جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى ترامب، وستيف ويتكوف، وجلسا لمدة 6 ساعات مع نتنياهو ومستشاره المقرب منه رون ديرمر، وخلال هذا اللقاء أجرى نتنياهو تعديلات على الخطة الأمريكية فرّغتها من مضمونها وغيّرتها تمامًا.
حيث كان أساس الخطة وقف الحرب، وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع ووقف ضم الضفة وبدء خطوات عملية لإقامة دولة فلسطينية، وأصبحت الآن تنحصر فى وقف مؤقت للقتال، وانسحاب تدريجى للجيش الإسرائيلى لحدود «منطقة عازلة»، ثم بدء عمليات تبادل للأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين.
السيئ والأسوأ فى هذه الخطة هو مراوغة إسرائيل والحنث بالوعود والعهود، بل وجهرها بذلك دون خجل، فما أن غادر نتنياهو البيت الأبيض عقب الإعلان عن الخطة حتى قال فى تصريحات رسمية إن إسرائيل لم توافق على قيام دولة فلسطينية، ولن تلتزم بالانسحاب من القطاع، وإن قواتها ستبقى داخل الجزء الأكبر من غزة، وهذا يعنى أن إسرائيل قد تكمل عملياتها فى القطاع بدون رادع عقب تسلم الأسرى، خاصة أن نتنياهو استفاد بالتخلص من الضغط الشعبى الداخلى عليه بسبب الأسرى.
فهل يقف العالم ليشاهد القوات الإسرائيلية وهى تعتقل نشطاء أسطول الصمود وتُغرق سفنهم، وهل يصمت من أعلن اعترافه بدولة فلسطين على عدم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وهل يقف المجتمع الدولى متفرجًا على أمريكا وإسرائيل وهما تعتديان على دولة كإيران وتعربدان فى المنطقة؟ إذا حدث ذلك فلا عزاء للعدالة والهيئات الدولية ولتذهب قوانينها إلى الجحيم ومرحبًا بقانون الغاب فى عالمنا الجديد..
Khalededrees2020@gmail.com
اقرأ أيضا
خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : الإعتراف بفلسطين صحوة ضمير أم ورقة سياسية ؟