الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : يُعرف الرجال بأفعالهم

للمرة الثانية توقف القيادة السياسية والدبلوماسية لدولة الإمارات مخططات تغيير الوضع القائم في الأراضي المحتلة، بضم الضفة الغربية وغزة أو المساس بالمسجد الأقصى، كانت الأولى في الاتفاقية الإبراهيمية، الموقعة من نتانياهو وبشهادة ترامب، والثانية في الخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي لإنهاء حرب غزة، يوم أمس الأول، وقد أكد ذلك من خلال مؤتمره الصحفي، فالحقيقة تتكشف، والزيف والادعاء يلتصقان بأصحابهما.
في دولة الإمارات قائد يتحرك دون ضجة، ودون إعلان، فهو يبحث عن الطريق المؤدي إلى نهاية أزمة أوجعت القلوب، وأثارت المشاعر، كان القائد محمد بن زايد يسعى، مستثمراً علاقاته المنفتحة على العالم، ويضع إصبعه على الجرح الذي ينزف دماً، ولم يلتفت، ولن يلتفت، إلى الذين يضحون بشعب أعزل لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية، لأنه لا يخلط الأمور، ولا يحمل أطفال غزة ونساءها وكل الأبرياء من سكانها تبعة أفعال «حماس» وغيرها من التنظيمات الإرهابية المدارة من الخارج، عملاء التحالفات، وعبيد الدولارات، فأرسل إلى المظلومين من المساعدات ما فاق ثلث ما أرسله العالم كله، وكان «الفارس الشهم» مستحقاً لهذا الاسم.
ترامب لم ينسَ شكر أصحاب المواقف الشجاعة وقت الشدة من لم يكتفوا بالبيانات و«مدح أنفسهم»، فذكر الإمارات وأهلها الرائعين، وذكر رئيس الدولة ورئيس الدبلوماسية الفاعلة عبدالله بن زايد، وكشف ما كان خافياً، قال: «إنهم منخرطون بشدة في المفاوضات، يقدمون لنا أفكاراً عما يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله»، وهذا يعني أن قيادتنا لم تأخذ مشروع الخطة خلال اجتماع قادة عرب ومسلمين مع الرئيس الأمريكي وتقرأها ثم تضعها في الإدراج، بل سعت عبر القنوات المباشرة لإخراج الخطة بشكل مقبول في المرحلة الحالية، من خلال الأفكار والمطالب، والتي سمعها نتانياهو من قبل، وقد انعكست على الصيغة النهائية، التي أُعلنت، وأهمها النص على عدم ضم القطاع، والانسحاب منه بعد التطبيق، وبشكل كامل، وعدم تهجير السكان، والسماح لمن يغادر غزة بالعودة إليها متى شاء، والتعمير بعد وقف عمليات القصف الإسرائيلي، وبحث ملف تقرير المصير وإقامة الدولة في مرحلة لاحقة.
هكذا هم الرجال، يُعرفون بأفعالهم.