أخبار مصرتوبمنوعات

مصر تستعد لفيضان سد النهضة .. الخبراء يكشفون حقيقة المخاطر وكيفية مواجهتها

بدأت أجهزة الري والموارد المائية المصرية الاستعداد جيدا لتدفقات وتصريف سد النهضة تحسبا لحدوث فيضانات صناعية كبرى سببها  السد الإثيوبي ووضع أسوأ الظروف لمواجهة الأزمة بشكل جيد دون أي خطورة من توابع أي فيضان.

وأكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة،أن منسوب نهر النيل لا يزال أقل من مستوى الفيضان الكبير بنحو متر كامل، ما يعني أن الوضع لم يصل بعد إلى مرحلة الغرق في السودان  كما يروج البعض من احتمال حدوث فيضان، مع اقتراب مناسيب النيل من حدود الخطر بسبب تدفقات سد النهضة

لافتا أن بعض الأصوات تبالغ في وصف الموقف بالقول إن السودان غرق، بينما تؤكد الحقائق العلمية عكس ذلك.

وأشار إلى أن السد العالي في مصر قادر على حماية البلاد بسعة تخزينية هائلة تبلغ 162 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى البحيرات الجانبية الثلاث حول بحيرة ناصر بسعة إضافية قدرها 22 مليار متر مكعب، ومفيض توشكى القادر على تصريف أكثر من 20 مليار متر مكعب.

وشدد نور الدين على أنه حتى في السيناريو الافتراضي لتفريغ كامل بحيرة السد الإثيوبي، فإن مصر لن تتأثر، نظراً لقدرة منظومة السد العالي على استيعاب هذه الكمية.

وأوضح أن مصر تسحب قبل بدء موسم الفيضان نحو 55 مليار متر مكعب من مخزون البحيرة، وهو حجم استهلاكها السنوي، ما يوفر سعة إضافية لاستقبال أية كميات جديدة من المياه دون خطورة.

و أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، لـ”العربية” أن أزمة الفيضان التي يشهدها السودان مرتبطة مباشرة بسد النهضة الإثيوبي.

وأوضح أنه بعد اكتمال الملء العام الماضي، لم تُشغّل التوربينات كما كان معلنًا، حيث كان من المفترض أن تعمل 13 توربينًا، لكن 4 فقط دخلت الخدمة ثم توقفت.

وأضاف شراقي أن إثيوبيا لم تقم بعملية التفريغ التدريجي لاستقبال مياه موسم الأمطار، بل فضلت المكابرة لتجنب الكشف عن تعطل التوربينات.

ومع حلول موسم الأمطار في يوليو الماضي، امتلأت بحيرة السد حتى فاضت المياه من أعلاها، ليتدفق يوميًا ما يقارب 750 مليون متر مكعب نحو السودان.

وذكر شراقي أن هذه الكميات من المياه وصلت إلى سد الروصيرص، الذي لا تزيد سعته التخزينية على 7 مليارات متر مكعب، وهو شبه ممتلئ حاليًا ويضطر لتصريف الفائض.

وكشف أن منسوب النيل في الخرطوم ارتفع خلال اليومين الماضيين إلى 16.89 متر، بينما يبقى الرقم القياسي عند 17.66 متر المسجل في سبتمبر (أيلول) 2020.

وأفاد شراقي بأن هذه الزيادة ترجع إلى المنصرف المرتفع من سد النهضة، الذي تجاوز 750 مليون متر مكعب يوميًا، بزيادة تفوق 100 مليون متر مكعب عن الأيام السابقة.

وشدد على أن ما يحدث اليوم هو “فيضان صناعي” سببه المباشر سد النهضة، الذي لم يحمِ السودان كما رُوّج في البداية، بل تسبب في ضياع الموسم الزراعي لهذا العام.

وبشأن وضع مصر، بيّن شراقي أن السد العالي قادر على استيعاب أية كميات إضافية من المياه، حتى لو وصلت إلى مليار متر مكعب يوميًا، بفضل سعته الضخمة، ما يجعل الموقف المصري آمنًا تمامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى