توبرياضةكُتّاب وآراء

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : هل ينجو الإسماعيلي من «فخ القاع» مجددًا؟

أصبح نادي الإسماعيلي العريق في موقف صعب للغاية، مع مرور أول 8 جولات من منافسات بطولة الدوري المصري الممتاز حيث أن وضع الفريق، الذي يُعرف باسم “الدراويش”، في المركز الأخير بجدول المسابقة، يشعل القلق في نفوس جماهيره ويفتح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول مصيره.

جمع الإسماعيلي 4 نقاط فقط من 8 مباريات، وهي حصيلة هزيلة تعكس البداية المتعثرة والمحبطة ، فوز وحيد، تعادل وحيد، وست هزائم هي لغة الأرقام التي تضع النادي في موقف حرج للغاية، وتجعل شبح الهبوط يلوح في الأفق مبكرًا هذا الموسم.

التساؤل الأكبر الذي يطرحه الشارع الرياضي، وخاصة جماهير الإسماعيلي، هو: ماذا سيحدث في حال انتهاء الدوري وظل الإسماعيلي في المركز الأخير؟ هل سيلغى الهبوط مجددًا كما حدث في النسخة الماضية؟

في الموسم الماضي (2023-2024)، قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة، بناءً على طلب عدد من الأندية، إلغاء الهبوط بشكل رسمي ، جاء هذا القرار في سياق زيادة عدد فرق الدوري الممتاز إلى 21 فريقًا في الموسم التالي (الموسم الحالي)، كجزء من خطة لتطوير المسابقة وتعديل نظامها. هذا القرار أنقذ حينها الأندية التي كانت مهددة بالهبوط، ومن ضمنها الإسماعيلي.

لكن يجب الانتباه إلى أن قرار إلغاء الهبوط كان إجراءً استثنائيًا يهدف إلى تغيير شكل وحجم المسابقة للمواسم التالية، بالنسبة للموسم الحالي (2024-2025)، فإن قواعد الهبوط مُطبقة وواضحة.

وفقًا للنظام الجديد للدوري، والذي قُسم فيه الفرق إلى مجموعتين بعد نهاية الدور الأول (مجموعة للقب ومجموعة لتفادي الهبوط)، فإن الأندية تتنافس في مجموعة تفادي الهبوط للنجاة ،وفي هذا النظام، يُحدد عدد الفرق التي ستهبط إلى الدرجة الأدنى مسبقًا ضمن اللوائح المعلنة للموسم.

موقف الإسماعيلي الحالي لا يدع مجالاً للاعتماد على حلول “الطوارئ” أو القرارات الاستثنائية، الفريق يحتاج إلى صحوة سريعة وعاجلة على مستوى الأداء والنتائج لتجنب مصير قاسٍ يهدد بتراجع أحد أعرق الأندية المصرية إلى الدرجة الثانية، وهو ما سيكون كارثة بكل المقاييس على تاريخ ومكانة “درويش الكرة المصرية”.

الإدارة والجهاز الفني واللاعبون أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتهم على انتشال الفريق من هذا المأزق، قبل أن يغلق باب الفرصة وتصبح العودة مستحيلة، ففي عالم كرة القدم، لا تكفي الشهرة والتاريخ للبقاء، وإنما النقاط هي اللغة الوحيدة التي تحكم مصير الفرق.

علي الجانب الآخر تتوالى الضربات على نادي المقاولون العرب في بطولة الدوري الممتاز لموسم 2025-2026، حيث مُني الفريق بهزيمة جديدة تُرسّخ موقعه في المنطقة الخطرة من جدول الترتيب، لم يتمكن “ذئاب الجبل” من ترجمة جهود لاعبيه، والتي تظهر في بعض الأحيان، إلى نتائج إيجابية مستقرة، ليصبح مسلسل الهزائم المتتالية بمثابة إنذار مبكر ومقلق لجماهيره وإدارته، ورغم أن الفريق قد انتزع تعادلات صعبة – على غرار التعادل السلبي مع الزمالك أو التعادل الإيجابي مع فاركو وغزل المحلة – إلا أن الخسارات أمام أندية مثل زد وسيراميكا كليوباترا في جولات سابقة، تؤكد وجود خلل عميق في المنظومة الفنية للفريق، هذه الهزيمة الأخيرة لا تضع فقط ثلاث نقاط بعيدة عن متناول المقاولون، بل تزيد من حالة الضغط العصبي والنفسي على اللاعبين والجهاز الفني، وتثير التساؤلات حول قدرتهم على التعافي والعودة إلى سكة الانتصارات.

بات من الواضح أن الأزمة الحالية لنادي المقاولون العرب تتجاوز حدود سوء التوفيق إلى الحاجة المُلحة لـ جراحة فنية جذرية، سواء على مستوى تكتيكات المدرب أو كفاءة اللاعبين الأساسيين ، فالفريق يعاني بوضوح من هشاشة دفاعية تارة، وعقم هجومي في حسم الفرص تارة أخرى، وهي معادلة كارثية في دوري تنافسي كالدوري الممتاز. لم يعد الوقت في صالح النادي، والابتعاد عن المراكز المتأخرة يتطلب تحركًا سريعًا وحازمًا من إدارة النادي، لا يمكن للفريق أن يستمر في إهدار النقاط بانتظار “صحوة” قد لا تأتي، فالجولات تمر بسرعة وتزيد من تعقيد مهمة البقاء.

موضوعات ذات صلة 

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : موهبة الشارع

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : معركة كرسي الرئاسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى