توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : في قلبي وطن يشبهك

“في قلبي وطن يشبهك” .. أوّل عملٍ روائي، وأوّل مولود أنجبته الغربة في رحلة الكتابة التي صحبتني منذ طفولتي الباكرة.

الرواية حديثٌ عن وجع الاغتراب، عن حرمانٍ من الحلم، عن خيالاتٍ في الحب والحبيب والوطن.

تحكي حكاية “هيام الراشد” الصحفية السورية، لكنها في الحقيقة تسرد قصة كلِّ امرأة مزّقتها الحرب، لا في سوريا فحسب، بل في كلِّ بقعة من هذا العالم الموجوع.

هيام ليست مجرد شخصيةٍ عابرة، بل رمزٌ لكلِّ النساء اللواتي جُرّدن من دفء الوطن، وانتُزعن من أحضان الأهل، واقتلعتهنّ المأساة من حارات الطفولة المضمّخة برائحة الحبق والياسمين والجوري.

لكنهن، رغم الألم والفقد، لم يتقاعسنَ يومًا عن حمل لواء الوطن.

دافعن عنه بأقلامهن، وكتبن بالدم والدمع تاريخًا لا يُنسى.

صرن أيقوناتٍ للصمود، وجعلن راية الوطن ترفرف في سماء الدنيا.

“هيام الراشد” ليست مجرد حكاية، بل هي صدى لنبض كلِّ امرأةٍ ذاقت مرارة الغربة.

كانت الكلمة سلاحها، والقلم بندقيتها، لا تقلُّ وطأةً ولا فاعليةً عن الرصاص في وجه الظلم.

هيام الراشد هي حكاية الأنوثة التي لم تنكسر في المنافي، بل أضاءت ظلمتها بالمقاومة، وأوقدت نار الحنين في ليالي البرد الطويلة، وكتبت على جدران الصبر أسماء المدن التي هجرتها.

حملت الوطن في عينيها كقنديلٍ لا يخبو نوره، وكانت قصتها قصة امرأة نزفت حبرًا بدل الدم، ووثّقت الجراح بحروفها.

من غربتها كانت تبث رسائل عزٍّ وصمود، تحرس الذاكرة من النسيان، وتعلّم أبناءها أن الوطن ليس مجرد حدودٍ على خريطة، بل هويةٌ وتاريخٌ لا يُمحى بمنفى.

إنها ليست رواية خيالٍ محض، بل مرآةٌ لحياة آلاف النساء اللواتي قذفتهن الحرب خارج حدود الوطن وألقت بهن في غياهب المنافي.

روايةٌ كُتبت بأسلوبٍ يمزج الواقع بالخيال، ويطوّع الحلم ليحكي الحقيقة بلسانٍ شاعري، بعيدٍ عن المباشرة، لكنه أقرب ما يكون من وجدان القارئ.

روايةٌ تتكئ على خيالٍ واسع، حيث تختلط الأسماء وتتبدل الأمكنة، لا هربًا من الواقع، بل لأن الحقيقة أحيانًا تحتاج إلى جناحين من الخيال كي تحلّق فوق الألم وتصل إلى القلوب.

وقد تكون أسماء الشخصيات والأمكنة غير حقيقية، لكنها لم تأتِ عبثًا؛ بل جاءت رموزًا لأرواحٍ حيّة ووجوهٍ عبرت الذاكرة واستقرّت في الوجدان.

هذه الرواية ليست نسيجًا من الخيال، بل مرآة صادقة لنساءٍ صمدن في زمن الانكسارات، ورفضن أن يكنّ ضحايا.

ارتقين إلى مقام الرايات، كأن السماء تصلّي لهن، وتبارك أولئك الذين سقطوا لتبقى الراية مرفوعة.

لتظل حكاياتهن منقوشةً في سفر المجد والتاريخ.

 اقرأ أيضا

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : بكاء العيون سر الحياة والنور الداخلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى