توبرياضةكُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : لم تعد قمة

ضاع رونقها، وخفت هيبتها ،وانعدمت جاذبيتها، لم تعد قمة، فقدت جمالها ونضارتها وشبابها، وضربتها الشيخوخة والهزال بعد أن كانت قمة الكرة المصرية والعربية والأفريقية، وامتدت شهرتها لقارات العالم في وقت كانت وسائل الاهتمام والانتشار أقل مما هي عليه الآن، الملايين بأنحاء المعمورة كانوا ينتظرونها لتناول وجبة كروية فنية من طراز خاص ،يحفظون الأسماء ويتغنون بألقاب النجوم، ويتابعون أخبارهم بدءًا من حراس المرمى إلى البدلاء.
ورغم مساحة الانتشار والمتابعة الحالية التي تتزايد يوما بعد يوم قلّ المهتمين والمتابعين لها، ومعظم الداعمين والمشجعين لايعرفون حاليا قائمة فرقهم بالكامل لعوامل كثيرة أصابت الكرة المصرية في مقتل بعد أن قاد إدارتها مشجعون درجة ثالثة، كان يحلمون يوما بالتواجد بجوار نجوم السبعينات والثمانينات، فباتوا يديرون شؤون اللعبة دون تنفيذ حقيقي لبرامج النهوض الهادفة ، تراجع وإنكسار فزهد فيها العشاق، وفضلوا معرفة النتيجة بدلا من متابعتها للاستفادة من وقتها الضائع دون متعة أو جمل فنية تعيد للأذهان فن الزمن الجميل، واتجهت الوجهة والأنظار لدوريات أخرى أكثر ندية تختلف عما يتبارى فيه لاعبونا على ملاعبنا التي لاتقل تدنيًا عن المستوى الفني للراكضين على مستطيلها الأخضر.!
9 جولات من مسابقة الدوري الممتاز ،والأداء لايرقى لمستوى مباريات دوري القسم الثاني بالدول الخليجية ،رغم مايردده المحللون بأنه دوري ساخن .. وأين السخونة واللقاءات التي تدفع المشاهد للجلوس ساعتين، وساعة أخرى تحليل الخبراء والمحللين بمختلف القنوات، دون إضافة أو وضع اليد على الأمراض والتشخيص والعلاج،والجمل الكاشفة عن وجود خطط حقيقية بعيدا عن العشوائية – إلاّ من رحم- مع مجاملات لبعض اللاعبين “المقربين”دون الكشف عن مستواهم المهزوز خوفا من هجوم السوشيال، ففقدت الاستديوهات رونقها، امتدادا لتراجع الأداء الكروي، وبات المشاهد زاهدا لغياب الفن داخل الملعب و الرؤية والحيادية خارجه، وارتداء فانلة الانتماء لهذا الفريق أو ذاك!
الفرق الثلاثة المرشحة للمنافسة على الدوري الأهلي والزمالك وبيراميدز، مستوى مهزوز وأداء متذبذب ونتائج هزيلة، وتخبط غريب، ولا يختلف مستوى الكبار عن الأندية الباحثة عن مكان بدوري الأضواء والشهرة، رغم ما يحصلون عليه من ملايين – لايتفوق عليهم فيها سوى الدوري السعودي- ومعهم مدربون يتقاضون مرتبات هي “الأغلى” أيضا ، مادفع ببعض اللاعبين والمدربين الأوربيين نحو الدوري المصري للمقابل المادي الذي سيتقاضونه سنويا..! وبعض الأندية بدأت تضع هيكلة لمواجهة التزايد المُطرد في مرتبات اللاعبين والأجهزة الفنية خاصة في كرة القدم دون مردود إيجابي ينعكس على الأندية والمنتخب أوالمشاهد.
تطورات تضرب الدوري المصري منذ سنوات تحتاج وقفة جادة، وأولى خطوات الإصلاح وضع سقف معين لمرتبات اللاعبين والمدربين وتقنين النظم التي تحكم اللعبة .
الأندية وحدها غير قادرة على مواجهة هذه الضغوط واستنزاف الموارد مع قلة المدخلات التي تحصل عليها، وهي صرخة تطلقها وتطالب الدولة ممثلة في وزارة الرياضة لوضع حد للمطالب المادية للاعبين والاستعانة بدول متقدمة في اللعبة استخدمت العلم والاستراتيجيات للارتقاء بمنظومة القدم من مسابقات وإدارات محترفة عادلة انعكس على المنتخبات بمختلف مراحلها مثل المغرب التي واجهت بشجاعة السلبيات والثغرات دون ترقيع أو مسكنات!

 اقرأ أيضا 

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : كيرك .. وصيحة أوباما

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : غالي بين المايسترو وبيبو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى