الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : المنبوذ والسلم المتحرك

عكست قاعة الأمم المتحدة حقيقة الوضع العالمي، نتنياهو عرف حجمه وقيمته ومدى احتقار العالم لأفعاله المشينة.
الوفود المشاركة في الجمعية العامة تسابقت للخروج من القاعة التي كانت ذات يوم تجمع ولا تفرّق، الغالبية غادرت فور الإعلان عن كلمة «مصاص الدماء»، قاتل الأطفال والنساء والعجزة، سليل الذين ما زالوا يتفاخرون بشريعة الغاب، حيث الاستبداد والتوحش وإبادة البشر، صاحب نظرية الغزو المسلح والتدمير الممنهج، والبربرية المزينة ببدلة وربطة عنق!
أعطوه درساً يستحقه، أمام أنظار العالم، ومثله لا يتعلم، نحن نعرف ذلك، فقد تغلب عليه طبعه، وركبه الإنكار للحقيقة التي لا تتبدل، وهي أن الذين لا يحترمون الآخرين لا يستحقون الاحترام، والذين لا حياء لديهم لا يعاملون بأساليب حضارية، بل ينفضّ الجميع من حولهم حتى لا يلوثهم بما يحمل من أمراض، ينبذ وكأنه بعير مصاب بالجرب.
وفي الجانب الآخر من يوم الثلاثاء، وفي المكان نفسه، في مقر الأمم المتحدة والمدينة التي تحتضنها، نيويورك العظيمة بكل شيء ما عدا صنع السلام في العالم، هناك كان الوجه الآخر للعملة التي «سكت» في 2025، دونالد ترامب الذي ما زلنا نرجوه بأن يدلنا على الحروب التي أنهاها كما يدعي، فالنار تقترب منه وهو لا يدري، لا يراها، ولا يقدر مدى خطورتها، ويوماً تلو يوم يفقد شيئاً ثميناً من الإرث الذي أوصله إليه رجال عظماء، هو ينحدر بمنصبه الذي لا يوازيه منصب آخر على الكرة الأرضية، وتسجل عليه أهداف ويخسر نقاطاً، وقد لا يفيق من غفلته قبل أن يجد نفسه في ذيل القائمة، هناك حيث الهبوط يكون ملزماً!
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يقف على منبر الأمم المتحدة، ويبدأ خطابه المنتظر، فيبدأ بشكوى من «السلم المتحرك» الذي توقف به والسيدة الأولى، وتلحق بها شكوى أخرى ضد «جهاز التلقين» الذي يقرأ منه كلمته، فالجهاز معطل، ومن حسن حظه أنه لم ينطق بكلمة «المؤامرة»، حيث تبين بأن الجهاز يدار من خلال البيت الأبيض.
وختم الرئيس خطابه الأممي بتكرار الإساءة لعمدة مدينة لندن المنتخب، وما زال يتحدث عن سبع حروب أوقفها!