عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : مائدة «شواء» لحم غزة!
سلسلة المقالات التى يكتبها الصديق الأستاذ خالد عكاشة حول الاستثمار فى لحم غزة الحى، والتى بدأها يوم السبت الماضى من أكثر المقالات تميزا فى هذا الشأن، خاصة أن العنوان جاء معبرا بصدق عما يحدث فى غزة، ومشاريع الاستثمار المتوقعة على جثث ولحم أبناء غزة، بعد تحويل حرب الابادة إلى حفل شواء لجثث المواطنين فى أسوأ مشاهد العصر من آكلى لحوم البشر أحياء أو أمواتا بلا استثناء.
فضح خالد عكاشة المخطط الأمريكى الإسرائيلى الرهيب للاستثمار القائم على استثمار ما تم انفاقه فى قتل، وتشريد، وإبادة أبناء غزة، وتحويل كل ذلك إلى استثمارات هائلة لصالح أمريكا وحليفتها إسرائيل فى إطار تقاسم جثة الضحية والفوز بأكبر نصيب منها خلال المرحلة المقبلة.
الخلافات شكلية وبسيطة بين الخطتين الأمريكية، والإسرائيلية، فكلتاهما قائمة على إخلاء غزة من سكانها، وتهجيرهم قسرا أو طوعا، أو إبادتهم بالكامل، فالهدف المشترك الذى لا خلاف عليه هو إخلاء غزة من سكانها، وتحويلها إلى أرض فضاء خلال المرحلة المقبلة.
تفاصيل الخطة موجودة على مكتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقام بإعدادها معهد تونى بلير للتغيير العالمي، الذى يرأسه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بالتعاون مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى ترامب.
كوشنر هو المخول من جانب الرئيس الأمريكى بتنفيذ ملامح الخطة الأمريكية ـ الإسرائيلية فى اليوم التالى لوقف الحرب بعد حرق كل الفلسطينيين، وإبادتهم، وتهجيرهم، وإخلاء غزة من سكانها، وتحويلها إلى أرض فضاء.
بعدها تنطلق المشاريع الأمريكية ـ الإسرائيلية برعاية كوشنر والوزير الإرهابى الإسرائيلى سموتريتش وتقسيمها إلى معارض عقارية، وريفيرا أمريكية، ومعسكرات للجيش النازى الإسرائيلي، فى إطار مخطط إسرائيل الكبرى.
أتصور أن هذا المخطط هو البداية العملية لـ«إسرائيل الكبري»، لأنه فى حالة نجاحه فإن المستحيل سوف يتحول إلى واقع بعد أن تم التخلص من عقبة غزة التى تمنى شارون أن يلقيها فى البحر، ونجح نيتانياهو فى إقامة محرقة كبرى لسكانها، وإقامة مأدبة شواء لجثث مواطنيها على شرف الرئيس الأمريكى ترامب.
abdelmohsen@ahram.org.eg
اقرأ أيضا
عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : المشروع الأولى بالرعاية
