داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : اليوم العالمي للصيدلي 2025 .. فكر بالصح .. فكر بالصيدلي

يحتفل العالم في الخامس والعشرين من سبتمبر من كل عام بـ اليوم العالمي للصيدلي، الذي أطلقه الاتحاد الدولي للصيدلة (FIP) بهدف تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يقوم به الصيدلي في حماية الصحة العامة. ويأتي شعار هذا العام: “فكّر بالصحة، فكّر بالصيدلي” ليؤكد أن الصيدلي ليس مجرد حلقة في سلسلة الرعاية الصحية، بل هو أحد أعمدتها الرئيسة التي لا غنى عنها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان جودة الحياة للمجتمعات.
الصيدلي .. ممارس صحي متعدد الأبعاد
يتجاوز دور الصيدلي الصورة التقليدية المرتبطة بتجهيز وصرف الأدوية، فهو:
• مستشار علاجي: يزوّد المريض بالمعلومات الدقيقة حول الدواء، الجرعة، وفترات الاستخدام، مما يعزز سلامة العلاج ويقلل من الأخطاء الدوائية.
• شريك في الرعاية الصحية: يساهم في مراقبة الحالة الصحية للمرضى، ويتعاون مع الأطباء والتمريض في وضع خطط علاجية متكاملة.
• مدافع عن الاستخدام الرشيد للدواء: يسعى لتقليل الهدر الدوائي وترشيد الاستهلاك بما يحافظ على الموارد ويخدم الاستدامة.
• حارس للجودة: سواء من خلال مراقبة تصنيع الأدوية، أو الالتزام بمعايير الجودة العالمية مثل ISO 17025 وGMP، فإن الصيادلة يضمنون أن ما يصل إلى المريض آمن وفعّال.
الصيدلة في مواجهة التحديات العالمية
لقد برزت القيمة الاستراتيجية للصيدلة خلال الأزمات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، حيث كان الصيادلة في الخطوط الأمامية:
• حافظوا على سلاسل التوريد الدوائي ومنعوا انقطاع الأدوية الأساسية.
• أسهموا في حملات التطعيم والتثقيف المجتمعي، مما ساعد على رفع معدلات الامتثال والإقبال على اللقاحات.
• دعموا تطبيق الرعاية الصحية عن بُعد عبر الاستشارات الصيدلانية الإلكترونية، بما يعكس التكيف السريع مع التحول الرقمي.
هذا الدور الممتد يعكس أن الصيدلي أصبح لاعبًا رئيسيًا في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز الأمن الدوائي، والمشاركة في صياغة السياسات الصحية.
الصيدلة والتنمية المستدامة
في ظل الاهتمام العالمي بالاستدامة، يشارك الصيادلة اليوم في مبادرات خضراء تعزز سلامة البيئة مثل:
• إدارة النفايات الدوائية بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
• ترشيد الطاقة والموارد في المختبرات والصيدليات.
• المشاركة في الأبحاث الداعمة للتصنيع الدوائي المستدام.
إن هذه الممارسات تجعل من الصيدلي ليس فقط حارسًا لصحة الإنسان، بل أيضًا شريكًا في حماية الكوكب للأجيال القادمة.
رسالة تقدير وتهنئة
في هذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نتوجه بأسمى عبارات الشكر والاعتزاز إلى جميع الصيادلة في العالم والذي أتشرف اني احدهم :
• في الصيدليات المجتمعية، حيث يلتقون بآلاف المرضى يوميًا ويقدمون لهم النصيحة والرعاية.
• في المستشفيات، حيث يعملون جنبًا إلى جنب مع الفرق الطبية لدعم أفضل المخرجات العلاجية.
• في مصانع الدواء والمختبرات البحثية، حيث يسهمون في تطوير ابتكارات دوائية تسد فجوات علاجية عالمية.
إن الصيادلة جنود الصحة الصامتون، وحماة الدواء، وصوت المريض في معادلة الرعاية.
وأنتم كصيادلة مثال حي على أن الصحة ليست مجرد علاج للأمراض، بل منظومة متكاملة تبدأ بالوقاية والتثقيف وتنتهي بالشفاء والاستدامة.
خاتمة
إن شعار هذا العام “فكّر بالصحة، فكّر بالصيدلي” هو رسالة موجهة إلى كل فرد ومؤسسة وحكومة: إذا أردنا أن نبني أنظمة صحية resilient وفعّالة، فلا بد أن نضع الصيدلي في قلب هذه المنظومة. فالصحة لا تنفصل عن الدواء، والدواء لا ينفصل عن الصيدلي.
فتحية إجلال لكل صيدلي في أي مكان… أنتم شركاء الصحة وواحد ركائز الإنسانية.
موضوعات ذات صلة
داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : أسطول الصمود .. شعارات زائفة ومتاجرة رخيصة
داليا البيلي تستنكر تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح