توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : خطة ترامب.. حقيقة أم وهم؟

نريد أن نصدق، فما يسرب من تفاصيل لما يسمى بخطة ترامب لإنهاء حرب غزة، وإحلال السلام في المنطقة، يدعو للتفاؤل، ولكن التجارب علمتنا التريث بعد التراجعات والتحولات التي عودنا عليها الرئيس الأمريكي، فهو غير ثابت على موقف واحد، وكل ما يطرحه منذ بدأ عهده الجديد في الرئاسة قابل للتغيير.
ومع عدم الثقة لا نستطيع إلا الانتظار، ومعرفة النية من الرئيس ترامب نفسه، في خطاب رسمي، وتحت أنظار العالم، وليس عبر «قالت مصادر مقربة» أو «ذكر ثلاثة من أعضاء الوفود التي التقت بالرئيس»، أو «علمت أكسيوس» أو «قالت نيويورك تايمز»، هذا الأسلوب لا يمنح ما يشاع صفة الحقيقة، ولا يؤكد شيئاً، فالرئيس كان في قاعة الاجتماعات الكبرى بمبنى الأمم المتحدة.

 

وكان بإمكانه «الادعاء» أنه أعد خطة للسلام في هذه المنطقة التي يعبث بها المتطرفون المستوطنون بقيادة نتانياهو، بتأييد مطلق من ترامب ومن وزير خارجيته روبيو، بالتلميح إذا كان غير قادر على التصريح، بدلاً من أن يتحدث عن عرضه لترميم مبنى الأمم المتحدة، وفتح النيران على كل من لا يحب عندما كان خارج البيت الأبيض، وأن يسرد علينا مخزونه الشخصي!

لا نصدق، ولا نثق؛ لأننا نعلم بأن نتانياهو يستعد للقاء ترامب، ولم يسبق لهما أن اجتمعا دون أن تهب علينا موجة جديدة من المصائب، فهما يكملان بعضهما، ولا يمكن أن يختلفا في النوايا أو الطروحات التي يتبادلان طرحها، وما نُشر -حتى الآن- عن نقاط الخطة المقترحة والمقدمة من ترامب، يخالف توجهات نتانياهو، من أولها إلى آخرها، فهل يكون الاثنان قد عادا إلى رشدهما بعد أن أصبحا وحيدين في مواجهة العالم؟
ذلك سؤال سنتركه دون إجابة إلى ما بعد اللقاء، فقد يكون سحر نتانياهو قد انتهى مفعوله، وقد يكون ترامب وجد من يفك ذلك السحر عنه، مع بقاء «عدم اليقين»، والتوجس من ذلك اللقاء!
سننتظر حتى تكشف لنا الأيام إن كانت الخطة حقيقة أم وهماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى