
كتب- ممدوح الصعيدي
بات طفل غزة “جدوع قاسم “حديث العالم وتفاعل معه رواد التواصل في الكون بعد أن انتشرت صوره على الشاشات التلفازية ، والمواقع الإلكترونية والصحف.
لم يكن طفل غزة ،مجرد صورة عابرة، بل شهادة حية على قوة الأطفال الفلسطينيين وقدرتهم على مواجهة الموت ببراءة تقاوم المستحيل.. في مشهد مؤثر هز العالم وأبكى الملايين.
ظهر طفل غزة حاملا شقيقه على كتفه المنهك، هاربًا من القصف والركام في واحدة من أقسى لحظات النزوح التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين.
المشهد جسد رمزًا لصمود الطفولة تحت نيران الحرب، بات حديث الإعلام العالمي ومادة تفاعل إنساني غير مسبوق، وأُطلق عليه لقب طفل غزة الذي حمل شقيقه، ليضحى عنوانًا لمعاناة أمة بأكملها.
اللجنة المصرية
تحركت اللجنة المصرية المعنية بدعم الأشقاء في قطاع غزة سريعًا للتدخل ورعاية الطفل وأسرته، لتؤكد مصر مجددًا أنها السند الدائم للشعب الفلسطيني في أزماته.
اللجنة استقبلت الطفلين داخل خيمتها الآمنة بعد رحلة نزوح طويلة وشاقة، لتمنحهما الحماية والدعم الإنساني، في خطوة وصفت بأنها تأكيد عملي على التزام مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
انتشرت صورة طفل غزة الذي حمل شقيقه وهو يسير وسط الركام والدمار.
العالم كله شاهد تلك اللحظة المؤلمة، التي جسدت كيف يمكن للطفولة أن تتحول إلى رمز للبطولة والصبر رغم كل معاني الجوع والتشريد.
الوالدة تتحدث
والدة الطفلين تحدثت بمرارة وهي تصف اللحظات العصيبة التي عاشتها الأسرة، مؤكدة أنها كانت تبحث عن أبنائها وسط الفوضى، لتجد ابنها الأكبر وهو يحمل شقيقه الأصغر على كتفه الصغير.
قالت الأم: حاولت البحث عن أولادي، لقيت ابني حامل أخوه وماشي على الطريق بين النازحين.
وأضافت: بشكر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه بأولادي وبعائلتنا، مشيرة إلى أن اللجنة المصرية وفرت لهم مكانًا آمنًا بعد مشقة النزوح.
وقالت والدة الطفلين نزحنا من حي الزيتون شمال قطاع غزة إلى مدينة خان يونس جنوبه، بعد أن أصدر الاحتلال أوامر الإخلاء القسري.

رحلة الموت
الرحلة لم تكن سهلة، إذ قطعوا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام وسط القصف وانعدام أبسط مقومات الحياة.
الطفل جدوع قاسم، الذي عُرف لاحقًا بـ طفل غزة الذي حمل شقيقه، كان يواجه انهيار قواه وهو يحمل شقيقه خالد، البالغ عامين فقط، بينما كان والده ووالدته منشغلين بحمل الأغراض القليلة التي تمكنوا من أخذها معهم.
ووثّق الصحفي الفلسطيني أحمد يونس اللحظة المؤثرة، وأكد أن الفيديو تم تصويره على جسر وادي غزة في شارع الرشيد الساحلي خلال رحلة النزوح.
وأوضح أن الطفل كان يبكي بحرقة لأنه لم يعد يقوى على حمل شقيقه، مرددًا النداء لوالدته كي تساعده، الفيديو سرعان ما تصدر الترند العالمي وحقق ملايين المشاهدات بعد أن تمت ترجمته إلى الإنجليزية وتداوله على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الغربية.
ما حدث مع طفل غزة الذي حمل شقيقه ليس حالة فردية، بل انعكاس لمأساة يعيشها مئات الأطفال الذين يواجهون النزوح، الجوع، وفقدان الأهل.
الاحتلال لم يكتف بالقصف الجوي، بل لجأ مؤخرًا إلى استخدام الروبوتات المدرعة المفخخة لتفجير الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء وتدمير مراكز إيواء مكتظة بالنازحين.
