توبكُتّاب وآراء

السفير مدحت القاضي يكتب لـ « 30 يوم »: حينما رصد قمر اصطناعي انفجاراً نووياً في أفريقيا .. زي النهاردة عام ١٩٧٩ .. وما علاقة إسرائيل

[١] رصد القمر الاصطناعي الأمريكي “فيلا” رقم 6911، توهجاً مزدوجاً في الغلاف الجوي ما يدل على تجربة نووية. مكان الانفجار النووي كان بين جزر كروزيت وجزر الأمير إدوارد في جنوب إفريقيا.

[٢] حدث هذا الأمر “المريب” والذي لا يزال “غامضاً” حتى اليوم!، فوق مياه جنوب المحيط الأطلسي في الليلة الفاصلة بين 21 و22 سبتمبر 1979.

[٣] الوميض المزدوج يعد سِمة تنفرد به التفجيرات النووية ولا يمكن أن يكون “نيزكا” لأن سقوطه ينجم عنه وميض واحد فقط.

[٤] الولايات المُتحدة كانت أطلقت في عام 1963 سلسلة الأقمار الصناعية “فيلا” إلى المدار لمراقبة التزام الإتحاد السوفيتي وقتها بمعاهدة حظر التجارب النووية في الغلاف الجوي والفضاء الخارجي وتحت الماء.

[٥] على مدار سنوات عمل أقمار “فيلا” الصناعية، رصدت 41 وميضاً مزدوجاً، اعترفت بها لاحقاً الدول التي قامت بها. الاستثناء الوحيد جرى في  22 سبتمبر 1979.

[٦] حتى الآن تُصر مٌختلف التقارير الغربية بما في ذلك الرسمية بأن ذلك التفجير النووي لا يُعرف من يقف وراءه!؟. بقي الانفجار النووي سراً مكتوماً، ولم تعلن أي دولة مسؤوليتها عنه.

[٧] سمات ذلك الوميض “الغامض” تتوافق مع انفجار جوي بقوة ما ين 2 إلى 3 كيلوطن. وبما أنه كان مزدوجاً، فهو نووي، لأن هذه الخاصية تتميز بها فقط التجارب النووية.

[٨] علاوة على ذلك، لوحظت حالات شاذة أخرى تدعم هذه الفرضية. سجّل مرصد “أريسيبو” الفضائي في بورتوريكو التابعة للولايات المُتحدة موجة “أيونوسفيرية” شاذة كانت تتحرك من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، كما سجلت شبكة “الهيدروفونات” الخاصة بالكشف عن الغواصات النووية السوفيتية ومتابعتها، تأثيراً صوتياً يماثل تقريباً انفجاراً بقوة حوالي 3 كيلوطن.

[٩] بعد فترة من الوقت جاءت أخبار ذات صلة من أستراليا. حيث اكتشف أن الأغنام في جزيرتي فيكتوريا وتسمانيا تحتوي على مستويات غير طبيعية من اليود 131، قيل إنها أعلى قليلاً من المٌعتاد.

[١٠] برقية عاجلة من السفارة الأمريكية في ويلينغتون، عاصمة نيوزيلندا ذكرت في 13 نوفمبر 1979 أن “العلماء النيوزيلنديين يعتقدون أنهم اكتشفوا دليلاً على تفجير جهاز نووي في نصف الكرة الجنوبي خلال الأشهر الثلاثة الماضية”. متخصصون في أحد المعاهد المحلية قاموا بتحليل عينات مياه الأمطار ووجدوا الباريوم 140 ونظائر مشعة أخرى قصيرة العمر تم إنتاجها أثناء التجارب النووية.

[١١] الاستخبارات الأمريكية هرعت على الفور لاكتشاف الفاعل. حيث توجهت الشبهات في البداية كالعادة إلى الإتحاد السوفيتي، إلا أنها تأكدت بأنه لم ينتهك معاهدة حظر التجارب النووي في الأجواء وتحت الماء لعام 1963.

[١٢] اشتبه في جنوب إفريقيا وكانت وقتها تحت نظام الفصل العنصري، ثم توجهت أصابع الاتهام “”باستحياء”” إلى إسرائيل.

[١٣] كان لإسرائيل وقتها علاقات وثيقة مع سلطات جنوب إفريقيا العنصرية في تلك الحقبة. وكان التعاون كبيراً بين الجانبين في مجالي الأسلحة التقليدية والمواد النووية. وقد تبادلت الدولتان مواد مستخدمة في الأسلحة النووية.

[١٤] وإسرائيل كانت بدأت في عزل “البلوتونيوم” المستخدم في صنع الأسلحة في عام 1965، وأنتجت أول قنبلة في عام 1966. وعلى العكس من جنوب إفريقيا، بحلول عام 1979، كان لدى إسرائيل ما يكفي من المواد الزائدة لاستهلاكها في اختبار قنبلة نووية واحدة.

[١٥] ويشدد الخبراء على عدم وجود دليل مباشر على أن إسرائيل اختبرت في تلك المُناسبة الغامضة قنبلة نووية. هذا يعني أن دولة “مجهولة” طوّرت برنامجاً نووياً بعيداً عن الأعين والآذان!، واختبرت قنبلة نووية في الخفاء!

[١٦] وعملياً، بقي سر هذه الومضة المزدوجة غامضاً ولم يُعثر على الفاعل!، وظل هذا “الانفجار النووي المحظور” الوحيد من نوعه في التاريخ.

[١٧] وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة استخبارات الدفاع البريطانية قيمتا الحادثة في البداية بـ”ثقة عالية” باحتمال يزيد عن 90 بالمئة بأنها “تجربة نووية”.

[١٨] لاحقاً خلصت لجنة تابعة للبيت الأبيض برئاسة الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جاك روينا عام 1980 بأن الومضة على الأرجح كانت “حدثاً غير مألوف”، وظاهرة غير نووية مثل اصطدام نيزك أو عطل في قمر اصطناعي.

[١٩] الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون، جيمي كارتر “1977 – 1981″، كتب في وقت لاحق في مذكراته قائلاً إن “العلماء يعتقدون أن إسرائيل أجرت بالفعل تجربة نووية”، وعند هذا الحد انتهى الأمر!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى