
استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، ثارمان شانموجاراتنام رئيس جمهورية سنغافورة، والسيدة جين يوميكو إتوجي، قرينته ، لتعزيز التعاون العلمي والدعوي المشترك.
وسنغافورة تقع بجننوب شرق آسيا ، وتلقب بلقب الأكثر شهرة هو “مدينة الأسد” كما يُطلق عليها ألقاب أخرى مثل “مدينة الحديقة” و “المدينة الجميلة”، بالإضافة إلى لقب “آسيا الحالية” الذي يدل على تنوع ثقافاتها السريعة.
ورحب الإمام الأكبر بالرئيس السنغافوري والسيدة قرينته في رحاب الأزهر الشريف، مشيدًا بالنموذج الذي قدمته سنغافورة من حيث التقدم العلمي والتعليمي، الذي شاهده فضيلته خلال زيارته السابقة لسنغافورة، مؤكدًا أنَّ الأزهر تربطه علاقات وثيقة وتاريخية مع سنغافورة، وكان الطلاب الوافدون محورًا مهمًّا وعاملًا فعالًا في تقدم هذه العلاقة وتطورها على مر السنين.
وأكّد استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المخصصة لطلاب سنغافورة للدراسة بالأزهر، بما يلبي احتياجات المجتمع السنغافوري، بالإضافة إلى استعداد الأزهر لاستقدام أئمَّة سنغافورة وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية، وصقل مهاراتهم في التعامل مع القضايا المعاصرة، كما أكد فضيلته استعداد الأزهر أيضًا لافتتاح مركز لتعليم اللغة العربية في سنغافورة؛ خدمةً للشعب السنغافوري في تعلُّم لغة القرآن الكريم.
من جانبه، أعرب الرئيس السنغافوري عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر وتقديره لما يقوم به من جهودٍ في نشر السلام والوئام العالمي، قائلا:
“إنه لمن دواعي الفخر والسرور والامتنان أن ألتقي فضيلتكم، وأن أتواجد في الأزهر الشريف، هذه المؤسسة الإسلامية العلمية العريقة، فهو منارة عالمية للعلم والفهم الصحيح، وتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، وتحقيق السلام الذي ننشده جميعًا، وقد جئتكم اليوم بوفد متعدد الأعراق والأديان لما نحمله لكم من تقدير كبير واحترام لا يمكن التعبير عنه بالكلمات”.
وأكد الرئيس السنغافوري، اعتزاز بلاده بعلاقاتها التاريخية مع الأزهر الشريف، التي بدأت قبل استقلال البلاد عام 1965، واستمرت بعد الاستقلال، وكان الأزهر ولا يزال مؤسسة ملهمة لنا في نشر العلوم الإسلامية، وتعزيز مبادئ التعايش والسلم المجتمعي والحوار بين الأديان في سنغافورة، من خلال خريجيه الذين حملوا رايته في بلادنا.
وعبَّر الرئيس السنغافوري عن شكره العميق لدعم الأزهر لسنغافورة في إنشاء كلية للدراسات الإسلامية، ولما يقدمه الأزهر من منح دراسية لأبناء سنغافورة للدراسة بجامعة الأزهر، وتدريب أئمتها في مؤسستكم العريقة، وهي حلم لآلاف الطلاب والطالبات، لما يتمتع به الأزهر من سمعة عالمية طيبة تعكس عراقة هذه المؤسسة وعالمية رسالتها.
وناقش شيخ الأزهر ورئيس سنغافورة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، مؤكِّدين ضرورة الضغط من أجل الوقف الفوري غير المشروط للعدوان الذي يستهدف الأبرياء في غزة، حيث صرَّح فضيلته: “نشُد على أيديكم وأيادي حكماء العالم وعقلائه للضغط بكل قوة من أجل التدخل لوقف هذا العدوان المجرم، ونقدر الجهود التي بُذلت للاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يمثل ضوءًا في نهاية النفق المظلم، وهو ما كنّا نتوقعه شبه مستحيل، مؤكدًا فضيلته أن هذا الاعتراف يؤكِّد أنَّ هذا الكيان المحتل فقد الظهير العالمي الذي دعمه طوال سبعين عامًا مضت، وندعو الله أن يخلّص إخواننا في غزة من هذا العدوان، وأن نرى شعب فلسطين وهو يعيش على أرضه، ويتمتع بكل حقوقه المكفولة لسائر الشعوب الأخرى”.
كما ناقش شيخ الأزهر ورئيس سنغافورة مشاركةَ جمهورية سنغافورة في مؤتمر «أديان من أجل التنمية والسلام»، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف، حيث صرَّح فضيلته:
اتفقنا مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ومع السيد أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، على إقامة مؤتمر «أديان من أجل التنمية والسلام»، لإبراز خبرات هذه الدول باعتبارها أنموذجًا في التنمية والتعايش بين الأديان، ونقل تجاربها الرائدة إلى دول العالم الإسلامي، بما يسهم في تبادل المعرفة والخبرات، والوصول إلى رؤية شاملة لتقدّم عالمنا الإسلامي، ونحن على ثقة كاملة بأن مشاركة سنغافورة ودعمها لهذا المؤتمر المهم سيضمنان له نجاحًا كبيرًا في أداء رسالته وإيصال صوته».
وقد رحَّب الرئيس السنغافوري بمشاركة بلاده، وأكّد دعمه بكل السبل لإنجاح المؤتمر.