عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : موهبة الشارع

في كل حي، في كل زقاق، وعلى كل أرض ترابية، تتناثر حكايات عن “موهبة الشارع” التي تنبض بالحياة في شرايين الرياضة المصرية ، هي الموهبة الفطرية التي لا تعرف القواعد، ولا تلتزم بحدود الملاعب الرسمية، بل تنطلق بحرية مطلقة، تُغني اللعبة بإبداعها وبراعتها التي تشبه السحر، هذه الموهبة هي الأساس الذي قامت عليه نجومية أساطير كرة القدم مثل محمد صلاح وزيدان، وأجيال لا حصر لها من اللاعبين الذين صعدوا من ملاعب الأحياء الفقيرة إلى قمة المجد.
لكن، ورغم بريقها الساحر، لا تزال هذه الموهبة تواجه تحديات كبرى قد تنهي مسيرتها قبل أن تبدأ، “موهبة الشارع” هي كنز ثمين، لكنها جوهرة خام تحتاج إلى صقل وتوجيه لتتحول إلى ماسة حقيقية.
تكمن المشكلة الرئيسية في أن موهبة الشارع غالبًا ما تعتمد على القدرات الفردية والمهارات البسيطة، دون الاهتمام بالجوانب الأساسية التي يفرضها الاحتراف الحديث ، حيث أن اللاعب الموهوب في الحارة قد لا يكون على دراية بأهمية التغذية السليمة التي تُبنى عليها اللياقة البدنية والقدرة على التحمل و التدريب العلمي الذي يركز على الجوانب التكتيكية والخططية، وليس فقط على المهارات الفردية و الاستشفاء والوقاية من الإصابات التي تحمي اللاعب من انتهاء مسيرته مبكرًا لذلك، نجد أن العديد من “مواهب الشارع” ، عاجزين عن التكيف مع متطلبات الاحتراف أو يقعون ضحية الإصابات التي تنهي مستقبلهم.
إن تحويل موهبة الشارع إلى نجم عالمي ليست مهمة اللاعب وحده، بل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الأندية، والجهات الرياضية، والمجتمع ككل علي سبيل المثال لماذا لا تقوم وزارة الشباب والرياضة بإطلاق مشروع دوري الشارع لاكتشاف الرياضيين في مختلف الألعاب الفردية والجماعية بالاحياء الشعبية من خلال الكشفيين وكذلك مراكز الشباب عليها أن تفتح أبوابها لاستقبال هذه المواهب، وأن تستثمر لتوفير برامج تدريب متكاملة تجمع بين صقل الموهبة الفطرية وتنمية الجوانب البدنية والتكتيكية.
في شهر رمضان المبارك يتعظم ظهور دوريات الشارع عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث نجد في شباب الحارة مهارات فردية تحتاج للاستثمار والاكتشاف الحقيقي قد يكون من وسط هؤلاء البرازيلي بلاي أو غيرهم من النجوم الذين سطعوا في عالم الرياضة.
قانون العيب أيضا هناك في الاماكن الشعبية موروث ثقافي خاطئ بمنع الفتاة أن تلعب رياضة فردية أو جماعية اتمنى أن نري حملات توعية باصطحاب نماذج رياضية نسائية نور الشربيني وفريال اشرف وجيانا فاروق وسمر حمزة وسارة سمير وهداية ملاك لتوعية الأهالي بالمناطق الشعبية أن الرياضة النسائية ليست بالغيب وأنها دور أساسي للبنت المصرية أن تمارس رياضة وتكون جزء من تشريف الوطن بالمحافل المختلفة.
إن موهبة الشارع هي أغنى مصدر للثروة الرياضية في مصر، لكنها تحتاج إلى رعاية حقيقية، عندما نتمكن من الجمع بين الشغف الفطري والتدريب الاحترافي، سنكون قد أطلقنا العنان لجيل جديد من الأبطال القادرين على رفع اسم مصر في المحافل الدولية.