اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : رسالة لأم أمام حبل المشنقة

إنّ الله إذا أراد بعبده خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه، والأخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة…
قال لي صديقي يوما: عندما يخطأ الولد لا تعاقبه، بل حاسب أهله على التربيه.
كان هناك شاب، وقبل ساعات قليلة في زنزانته ينتظر إعدامه، فسألوه عن أمنيته الأخيرة فطلب قلم وورقة وكتب لعدة دقائق وطلب تسليم الوصية أو الرسالة إلى والدته والمفاجأة ما كتبه في الرسالة:
” أمي صدقاً أعتقد لو كان هناك مزيد من العدل في العالم سنعدم انا وأنتِ…أنتِ مُذنبة مِثللي في حياتي البائسة كنت أنا أسرق وأنتِ تكتمي وتدافعين عني بدلاً من معاقبتي على فعلي،كنت في المدرسة أطرد من قبل الأستاذ بسبب أهمالي كنتِ انتِ تذهبين توبخي الأستاذ بدلاً من توبيخي،وعندما أتأخر في السهر ولم أعد أداوم في اليوم التالي لا تسأليني يوما عن السبب.
أمي كنت مجرد طفل ثم مراهق والآن أصبحت رجلا ضعيفا مرهقا. كان يجب أن تصوبي أخطائي كي أسير في الطريق الصحيح لا لكي اتمرس على الخطأ وأرتكب أخطاء أكبر.
أمي سامحتك، ولكن اطلب منك أن ترسلي هذه الرسالة لكل أولياء الأمور في هذا المجتمع ليعلموا أنهم المسؤولون عن تكوين الرجل أو أمرأة محترمين أو مجرمين.
شكرًا لكِ يا أمي لأنك منحتني الحياة وشكرا على مساعدتك لفقدانها.
وتبقى العبرة إياكم والتخلي عن الجدية في التربية الغنج والدلال والدلع وعدم القصاص هم بمثابة الابتلاء.