حمدي رزق يكتب :إنهم يسرقون «الكرة الذهبية» من صلاح

وإذا ذهبت «البالون دور» الكرة الذهبية إلى «عثمان ديمبيلى» نجم باريس سان جيرمان، لا تستغرب، ولا ينال منك العجب، تحدث كثيرًا، رأس المال فى صناعة كرة القدم يضغط فى اللحظات الأخيرة.
الصحافة الفرنسية تشغى بضغوط هائلة ليفوز بها « ديمبيلى» على حساب الملك المصرى «محمد صلاح».
ليس تحيزًا، صلاح الأجدر، والأفضل، ولكنها الكرة الذهبية مراوغة تذهب بعيدًا عن مستحقيها.. تخضع لضغوط وشروط وتفاهمات، ومواءمات كروية كونية.
الكرة الذهبية، «بالون دور»، حلم صلاح، يراها خاتمة مستحقة لحياته فى الملاعب الإنجليزية، مسك الختام كما يقولون، ولكن كما يقول «أبو الطيب المتنبى»: « ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن».
صحيح التوقعات فى الشوط الأخير بالفوز ليست فى شراعه، هناك تخمينات فى اتجاهات أخرى، تظل حلم عمره.
ورغم تقدم صلاح فى العمر، ٣٢ عامًا، لا يزال يحلم بها، ولِمَ لا ونجوم كبار مثل (كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسى، لوكا مودريتش، وكريم بنزيما)، فازوا بالجائزة فى الثلاثينيات، فلِمَ لا يفعلها صلاح، ولِمَ لا تذهب إليه الكرة الذهبية طائعةً مختارة؟!
صلاح يحلم ونحلم معه، و كلما خبا الحلم، يتجدد، وتجدد حلمه بالفوز بجائزة الكرة الذهبية تحديدًا هذا العام، بات قاب قوسين أو أدنى، هكذا يقول فى حواره الأخير مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية.
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار فى الملاعب الإنجليزية، رغم العكوسات التى تخيم على التوقعات المرئية الفرنسية للكرة الذهبية، صلاح قدم العام الماضى موسمًا استثنائيًا مع «ليفربول»، توج بجائزة أحسن لاعب، وهداف الدورى الإنجليزى، ولا تزال ماكينة أهدافه تعمل بكفاءة لا تتوقف.
ما ينقص غلة صلاح من الجوائز الفوز بالكرة الذهبية، وإذا فاز بها، فبها ونِعمت، وإذا عاندته الكرة، فكثير ما تعانده، وفى الأخير تبتسم، ولكنه لا يغادر مربع التفاؤل، ومصدر تفاؤله ثقته فى نفسه، وشغله على نفسه، ورضا الوالدين، ومحبة الطيبين.
يذهلك صلاح، لا يزال قادرًا على العطاء، صلاح خارق كما يقول مديره الفنى «سلوت»، وشعبيًا فى مصر صلاح «زى الجبنة القديمة كل ما يقدم يحلو»!
كتبت سابقًا ومجددًا أكتب، من غير المذكور رقميًا، صلاح فاز بقلوب المصريين جميعًا، جائزة «القلب الكبير»، الطيبون فى صعيد مصر، والبسطاء فى سيناء وخط القنال، والفلاحون فى حقول بحرى، ينتظرون هدفًا لصلاح، وينتظرون الفرحة الكبيرة يوم يعود إليهم بالذهبية المرتجاة.
من يحبه ربه يُحبّب فيه خلقه، وخلق كثير يحبون صلاح لله فى لله، وثقة فى الله، وثقة فى موهبته، وعطفًا على طموحه، وجهده، وتعبه، وشغله على نفسه، ستأتى إليه الجائزة طائعة، مختارة.
ربك رب قلوب، توقعًا من قلب مُحب، الجائزة مكتوبة لك، من حظك وسعدك ونصيبك إلا إذا حالت دونها ضغوط تحتية مستترة تستنكف فوز عربى مصرى أسمر بها، الكرة الذهبية لها أحكام.
يكفيه ويعوض عليه لقب صانع السعادة من يمنح الناس بعض السعادة له من السعادة نصيب، وصلاح أمنيته ومنى عينه «البالون دور»، قمة السعادة المرتجاة.
الأرقام التى يحققها صلاح فى الدوريات الأوروبية لم تأتِ من فراغ،
ليس من قبيل الصدفة، الصدف ليست مستدامة ولا تتكرر، استثنائى صلاح، وتواضعه محل احترام أساطير الكرة العالمية وابتسامته تعلو وجهه البشوش، وسجدة شكر فى الملاعب لافتة، مواصفة لاعب مثالى.
ما تيسر من أحاديث صلاح الشحيحة، ومنها حديث مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الأخير، تنضح بالثقة، بعيدًا تمامًا عن الغرور، مثله واثق الخطوة يمشى ملكًا.
يذهلك صلاح بإجاباته الذكية فيها كياسة، ولا ينسى أنه طموح للأفضل، ومن حقه الأفضل، وطمعان فى الكرة الذهبية، يراها حقه، وستذهب إليه مستقبلًا، وإن غدًا لناظره قريب.
أخبار اليوم