أخبار العالمأخبار مصرمنوعات

السفير عبد الله الرحبي : عُمان تحتل المرتبة الثامنة عالميًا والثانية خليجيًا في إنتاج التمور

تحدث السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عُمان الشهر المقبل .

 وقال السفير في كلمته:

يسعدني ويشرفني أن أشارك معكم اليوم في هذا الحدث المهم، الذي يجمعنا في دورته الثالثة تحت مظلة المعرض الدولي للتمور والعسل، والذي يمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ حضوره كمنصة دولية اقتصادية، ونافذة لتعريف العالم بإمكانات سلطنة عمان وثقافتها ومنتجاتها، خاصة في مجالين يشكلان جزءًا أصيلًا من هويتنا العربية: التمور والعسل.

لقد أثبت المعرض، في دورتيه السابقتين، قدرته على فتح آفاق واعدة للاستثمار والتعاون التجاري، كما أصبح منبرًا لتلاقي الخبرات، وعرض الابتكارات، وعقد الاتفاقيات التسويقية، التي تسهم في تعزيز الصناعات المحلية وتوسيع نطاق انتشارها.

الحضور الكريم،

إن التمور والعسل ليسا مجرد منتجات غذائية، بل هما رافدان حيويان في دعم الاقتصاديات المحلية وتعزيز الأمن الغذائي، ويكتسبان أهمية خاصة في التنمية الريفية، وخلق فرص العمل، وتنشيط الصناعات المرتبطة بهما من إنتاج وتغليف وتسويق وصناعات تحويلية. وقد ساهم هذا المعرض في تسليط الضوء على القيمة الاقتصادية المتنامية لهذين المنتجين، من خلال تقديم نماذج ناجحة لرواد أعمال، وحرفيين، ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، جعلت من التمور والعسل منطلقًا لمشاريع تنموية متكاملة.

وقد شهدنا في المعرض كيف أن تقنيات الإنتاج والتغليف والتسويق الحديثة قد لعبت دورًا محوريًا في الارتقاء بجودة المنتج، وتعزيز قدرته التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية، بما يعكس التزاوج الناجح بين التراث الأصيل والابتكار المعاصر.

كما أسهمت المشاركة المتنوعة من منتجين ومبتكرين في إثراء المعرض وتحويله إلى ورشة عمل مفتوحة لتبادل التجارب، لا سيما في تطوير الصناعات القائمة على النخيل والعسل، سواء في مجالات الأغذية أو الحرف أو العناية الصحية. وقد أصبحت النخلة بكاملها موردًا اقتصادياً مستدامًا، حيث تحوّل سعفها إلى صناعات يدوية راقية، على يد جيل من الشباب الذين حولوا الحرفة إلى صناعة، والتقليد إلى ابتكار.

الحضور الكريم،

لقد كان لفتًا وإنسانيًا في غاية الأهمية أن يُشارك في المعرض فريق من ذوي الهمم، ضمن رؤية واضحة لتمكينهم، وإشراكهم في عجلة الإنتاج والإبداع، وهو ما يشكل علامة مضيئة في مسيرة هذا المعرض، ويجسد القيم العُمانية الأصيلة التي تربط بين التراث والمسؤولية المجتمعية.

ولا يفوتني أن أذكّر بأن سلطنة عمان تحتل المرتبة الثامنة عالميًا، والثانية خليجيًا، في إنتاج التمور، وهو ما يعكس حجم هذا القطاع الحيوي، ودوره في المساهمة في الناتج المحلي، وتوفير فرص العمل، وتفعيل برامج الأمن الغذائي. وقد استقطب المعرض في دورته الثانية مشاركات من 35 دولة، وأكثر من 70 شركة، ما يدل على تزايد الاهتمام الدولي بهذا الحدث، وبما يعرضه من تقنيات حديثة ومنتجات مبتكرة، تعكس مستوى التقدم في هذه الصناعة.

إن المعرض الدولي للتمور والعسل يقدم، من سلطنة عمان إلى العالم، نموذجًا عمليًا لما يمكن أن تقوم به المنتجات التراثية عندما تُدار بعقلية حديثة، في إطار رؤية استراتيجية طموحة كـ”رؤية عمان 2040”، التي تركز على التنويع الاقتصادي، وتمكين القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الصادرات غير النفطية.

وإن حضوركم اليوم، ومشاركتكم الفاعلة، هي شهادة حية على ما وصل إليه المعرض من نضج وتأثير، ونقطة انطلاق نحو مزيد من التعاون والتكامل العربي والدولي في هذه القطاعات الواعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى