توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ « 30 يوم »: الرئيس التاجر

عندما يتجرأ صحفي أجنبي، ويصدم الرئيس ترامب بسؤال لم يتوقعه، أقول لكم، عندما يحدث ذلك اعلموا بأن العالم يعيش مرحلة تحول خطيرة، وفي نفس الوقت هي مرحلة عظيمة وإن سادتها الفوضى.

من شدة المفاجأة لم يستطع رئيس الولايات المتحدة أن يرد على السؤال الذي وُجّه إليه أمام الكاميرات، فما كان منه غير سؤال الصحفي عن جنسيته، ومن ثم تهديده بإبلاغ رئيس وزراء أستراليا بأنه تكلم معه بنبرة سيئة، ولم يعطه مجالاً للحديث، بل نهره، ووضع إصبعه على فمه مشيراً بعلامة الصمت قبل أن يقولها.

حدث لم نسمع بمثله من قبل، ونحن من جيل عاصر أكثر من 11 رئيساً أمريكياً حتى الآن، وهنا علينا أن نقف ونراجع الأمور السائدة في العالم من كل جوانبها، نتيجة الفوضى العارمة التي أنتجتها ثمانية أشهر من الولاية الثانية للرئيس السابع والأربعين، فالقادم حسب الأجواء السائدة أكبر وأخطر إذا واصل ترامب سياسة «بندول الساعة»، يتنقل من اليمين إلى اليسار في كل ثانية من الزمن، فأحدث حالة غير مستقرة لمن يتابعه أو ينتظر منه موقفاً حقيقياً وصادقاً وموثوقاً به.

الصحفي الأسترالي طرح سؤالاً بريئاً على ترامب، فهو يخاطبه بصفته رجل أعمال قبل أن يتحول إلى السياسة، وهو من بلد ديمقراطي محسوب على الغرب، ويريد أن يطمئن على مستقبل الديمقراطية التي تحرّم على السياسيين الخلط ما بين المصالح العامة والمصالح الخاصة، هكذا هو ظاهر السؤال، ولكن الباطن كان شيئاً آخر، وقد أدرك الرئيس ذلك الشيء، وقد أوجعه، وارتفع منسوب «الأدرينالين» عنده، فاستخدم أسلوبه الذي أصبح يلازمه، وأقصد أسلوب الإهانة والتهديد، مع التهرب من السؤال.

وكان السؤال «هل يجب على الرئيس أن ينخرط بشكل كبير في الأنشطة التجارية أثناء توليه المنصب؟».

وهنا غضب الرئيس، فقد تراءت له غزة، بمآسيها، ومن خلفها «ريفيرا الشرق» التي يطمع في إقامتها مكان غزة.

وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى