هاجر سمير حجازي تكتب لـ «30 يوم» : اليوم المصري للموسيقى .. غذاء الروح وعلاج بالفن

تحتفل الأوساط الثقافية والفنية باليوم المصري للموسيقى، ذلك اليوم الذي لا يمكن النظر إليه كونه مجرد مناسبة عابرة، بل هو مساحة حقيقية للتأمل في قيمة الموسيقى ودورها في حياتنا.
الموسيقى منذ فجر التاريخ ارتبطت بالإنسان، رافقت أفراحه وأحزانه، عبرت عن آماله وأحلامه، وكانت دائماً المرآة التي تعكس وجدانه ، ولذلك فإن تخصيص يوم للموسيقى في مصر هو بمثابة دعوة للتذوق الجمالي، وإعادة اكتشاف هذا الفن كغذاء للروح قبل أن يكون وسيلة للتسلية أو الترفيه أو معبر عن الحب.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الموسيقى تحمل قدرة علاجية فريدة؛ فهي من الوسائل الفعّالة في علاج القلق والتوتر والإكتئاب، بل إنها تدخل في برامج العلاج النفسي والعضوي فيما يعرف بـ “العلاج بالموسيقى”. وهذا ما يجعلها إحدى صور “العلاجات بالفن”، التي تفتح آفاقاً رحبة أمام الإنسان لاستعادة توازنه النفسي والوجداني.
ولعل ما يميز اليوم المصري للموسيقى أنه لا يقتصر على الموسيقيين أو المهتمين بالفنون وحدهم، بل يمتد ليكون دعوة عامة لكل إنسان ليتذوق جمال هذا الفن الراقي، وأن يتوقف قليلاً وسط زحام الحياة ليستمع إلى لحن أو أغنية تحمل في ثناياها رسالة إنسانية صادقة.
إن الموسيقى ليست مجرد أصوات متناغمة، بل هي طاقة روحية قادرة على الجمع بين المختلفين، وتوحيد المشاعر، وتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية. هي لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، لأنها تنبع من القلب وتصل مباشرة إلى القلب.
وفي هذا اليوم، يصبح من الضروري أن نتذكر أن الموسيقى ليست رفاهية، بل هي حاجة إنسانية وجزء أصيل من هويتنا الثقافية. ومن هنا تأتي أهمية دعم الموسيقيين الشباب، وتشجيع المبادرات التي تعيد للموسيقى المصرية مكانتها التاريخية، بإعتبارها واحدة من أهم القوى الناعمة التي تمتلكها مصر منذ عصر المصريين القدماء، فهى جزء مهم فى الحضارة المصرية دليل الألات الموسيقية التى رسمها القدماء على جدران المعابد.
فلتكن الموسيقى دائماً غذاءً للروح، وعلاجاً للوجدان، وجسراً يربط بين القلوب في عالم يحتاج إلى مزيد من السلام والتناغم.
موضوعات ذات صلة
هاجر سمير حجازي تكتب لـ «30 يوم» : يحيى الفخراني .. حين يمنحنا الفن القوة على
هاجر سمير حجازي تكتب .. عظمة الملتقى الأول للمبدعين الصغار