توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ « 30 يوم »: رسالة إلى المتغطرسين

لا نريد شيئاً من قمة الدوحة اليوم، ولا ننتظر «عنتريات من أحد»، فقد ذهب كل من تقمصوا شخصية عنتر بن شداد في مؤتمرات كثيرة، شهدتها الأمتان العربية والإسلامية، في ظروف كانت شبيهة بالظروف الحالية.

يكفينا أن القمة المشتركة ستنعقد بعد أقل من أسبوع على العدوان الإسرائيلي ضد الشقيقة قطر، وتكفينا الاستجابة التي ستجمع من يمثلون قرابة ربع سكان العالم، اتخذت قرارات عاجلة وفاعلة أم لم تتخذ، صدر بيان شديد اللهجة أم هادئ ومتزن، هذا لا يهم، فالمهم هو الذي سيشهد عليه العالم، وهو ما يجب أن يراه نتانياهو وترامب وروبيو وكاتس، وهو ما سيمنحهم فرصة لأن يقفوا ويعيدوا التفكير في كل ما يراودهم، ويوقظوا بعضهم البعض من غفلتهم، ويتذكروا بأن هذه الأمة العظيمة ليست «حماس والإخوان»، وليست غزة أو فلسطين، ليست بضعة كيلو مترات، وليست خطة رسمها «كوشنر» وهو يلعب تحت رعاية صهره، وليست نصيحة من «بلير» الذي ما زال يعيش في فكر ولّى زمانه.

لقاء الدوحة اليوم أهم من الكلام، وأقوى من البيان الختامي، وأشد وقعاً من الخطابات التي سيلقيها المتحدثون، اللقاء ولا شيء غير اللقاء، حتى لو تبادلت الوفود السلام، وشربت القهوة، ومثّل بعض الدول أصغر موظف في وزارة خارجيتها، فاسم بلاده العربية الإسلامية سيكون أمامه، وعلم بلاده يُعرّف من لا يعرف أنه قادم من أرض ستفور ذات يوم، وستوقف جحافل المستوطنين الغرباء القادمين من شتات الأرض تحت غطاء الدين، والدين منهم براء.

إنها رسالة، نعم، هذه القمة رسالة شديدة في معانيها، فالذين سيجتمعون في الدوحة جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها، من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي، مروراً بالمحيط الهندي، ومن البحار التي تحكي قصصاً يتعظّ منها العقلاء، ويتجاهلها من يعتقدون أن قوتهم الآنية ستحقق «خزعبلات» ذكرها الدجالون في كُتب ما أنزل الله بها من سلطان.

إنها رسالة، والرسالة تُقرأ من أولها وليس من آخرها، فهل يفهم المتغطرسون ما بين سطورها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى