الإعلامية الجزائرية كريمة الشامي تكتب لـ «30 يوم» : من المالديف إلى غرناطة … ضحكة كتبت القدر

هكذا ابتدأت القصة التي لا عنوان لها سوى ضحكة من القلب، ضحكة ولّدت حكاية غريبة بين جزر “المالفيد “في غرناطة، هناك حيث تتداخل الأمواج مع تاريخ أوروبا، وحيث لا يميّز المرء بين وهمٍ وحقيقة.
لم يكن بينهما موعد ولا انتظار، فقط لقاء عابر يشبه معجزة صغيرة أهدتها الصدف.
كانت تراه لأول مرة، لكن عينيه الهادئتين حملتا إليها دهشة كأنها رأته منذ ألف عام.
مغارات الذهب في عيونه
تحدّث هو عن وطنه وثقافته، فانبهرَت هي بالرجولة التي تتنفس بين كلماته… وحين التقت عينيها بعينيه، رأت فيهما مغارات من ذهب لا تُكتشف بسهولة، كأن كل نظرة منه هي رحلة طويلة نحو أسرار الرجولة الحقيقية.
أما هي، فبقيت طفلة في داخله، ضحكتها تسرق منه جديّته، وكلماتها العابرة تذيب عنفوانه.
تبادلا أطراف الحديث وكأن العالم كله انكمش ليفسح لهما مساحة من وقتٍ سرمدي.
شامخ كالحبل
وفي لحظة وداع سريعة، وقفت أمام شموخه، أمام هيبته التي جمعت بين المرجان في مهابته وهدوء البحر في عمقه.. تساءلت في سرّها:
هل يعلم أنه وسيم؟
هل يعرف أنه أنيق كقصيدةٍ غير مكتملة؟
هل يدرك أن رجولته الهادئة تكفي لنسج ألف رواية حب؟
أمنية عابرة
لم تكن نهاية بقدر ما كانت بدايةً لأمنية.. أمنية أن يتكرر اللقاء، أن تتحوّل الضحكة إلى حوار طويل، وأن تبقى تلك النظرة المختلسة جسرًا بين عالمين لم يلتقيا إلا بالصدفة، لكنهما يعلمان أن القدر يكتب أجمل الروايات من اللاشيء..!
اقرأ أيضا