الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : تهديدك مردود إليك

أريد أن أرد على رسالة رئيس الكنيست الإسرائيلي، المستوطن الذي لا يهمني كثيراً البحث في ماضيه وموطنه الأصلي الهارب منه، فهو في النهاية لن يختلف كثيراً عن نتانياهو وبن غفير وسموتريتش وكاتس وجدعون، كلهم بقايا طوائف مشتتة، تجمعت في أرض سرقتها من أهلها، فأخذتهم العزة بالإثم، وصدقوا كل روايات تاريخهم المزيف، وفصّلوا تاريخاً على مقاس فكرهم وحقدهم وكرههم لكل أجناس البشر من مِلل وأقوام، وغرّتهم المكانة التي وضعتهم فيها «آلة الشر» الغربية، السابقة أو من تبقى منها الآن، فهم يقفون أمام فوهة المدفع، هدفاً قابلاً للزوال في أي لحظة، وهي «آتية لا ريب فيها»، فقد طالت أيديهم، وأخذتهم الأوهام بعيداً، وكأنهم ذاهبون إلى «تيه جديد»، حيث لا يعرفون شرقهم من غربهم، فما بعد هذا العلو من علو.
وضع رئيس الكنيست أو البرلمان الإسرائيلي صورة في حسابه على منصة «إكس»، لأعمدة الدخان في سماء الدوحة، متفاخراً بأن الفكر الإجرامي لبلاده ونظامه وديمقراطيته، قد طال دولة ذات سيادة، ولم يكفه ذلك، بل وجّه كلاماً، لو كانت في هذا العالم عدالة، لسحب إلى المحاكم الجنائية، ولكن الميزان مائل، دونالد ترامب موجود، وطائرات «إف 35» جاهزة، والصواريخ تشحن بانتظام إلى جيشه دون مقابل، وأغرته الحصانة الممنوحة لكل استيطاني متهور، حتى اندفعوا في كل اتجاه مثل المجانين، يضربون ويحرقون ويقتلون، دون عقاب.
وكتب تحت الصورة «هذه رسالة للشرق الأوسط بأسره»، كلام يفوق ما قاله نتانياهو وبن غفير، وتهديد علني وسافر ووقح، وفيه قلة أدب، وتجاوز غير محدود للمعايير المعروفة إنسانياً وقانونياً ودولياً وبروتوكولياً، وليس له غير المعنى الذي يشير إليه، وهو «أن ليس هناك أحد في مأمن من الإرهاب الإسرائيلي»!
وأقول له، ولمن على شاكلته، تهديدك مردود إليك، فالشرق الأوسط أرض أمة حملت الأمانة، ونشرت الرسالات الربانية الأصلية، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وغداً سيخزي رب العزة من طغوا واستكبروا.