توبكُتّاب وآراء

حمدي رزق يكتب .. الاكتشافات البترولية تغنيك عن سؤال اللئيم !

تفاءلوا خيرًا تجدوه، الدكتور ” مصطفى مدبولي ” ، رئيس مجلس الوزراء بدا متفائلا في تصريحاته الأخيرة، يزف إلينا خبرا سعيدا، الاستكشافات الجديدة في قطاع البترول والغاز ستلعب دوراً محورياً في خفض فاتورة الاستيراد، وتعزيز قدرات الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة خلال الفترة المقبلة.
أسمى أمانينا، تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، يوم المنى، الاكتشافات البترولية تغنيك عن سؤال اللئيم ( الإسرائيلي) .
ولا ينبئك مثل خبير، ولست خبيرا في مجال الطاقة، ولكن مثل هذه الأخبار المتفائلة تغبطني، إشاعة الأمل صنعة، مهم وحيوي وضروري إشاعة الأمل في الشارع المصري، الأمل لولاه عليا..
معلوم، كل برميل بترول منتج مصريا يوفر برميل بترول مستورد بالأسعار العالمية، الحكومة تحصل على برميل البترول من الإنتاج المحلي ب 8 دولارات (بالمجان تقريبا)، وإذا تستورده بـ 80 دولار، والغاز نستورده بـ 17 دولارا للمليون وحدة، مقابل 4 دولارات للمليون وحدة من الإنتاج المحلي، فاتورة مؤلمة في صيف قائظ .
وعليه مستوجب استكشافات جديدة، وعديدة، وفي أقرب الآجال، ليس لدينا رفاهية الوقت، وفاتورة الاستيراد تحش وسط الاقتصاد الوطني.
فاتورة استيراد المواد البترولية والغاز الطبيعي المسال تقدر بنحو ( 19.5 مليار دولار ) خلال العام الحالي بنسبة نمو تصل إلى 56%، مقارنة بالعام الماضي 2024، بلغت نحو ( 12.5 مليار دولار) ، الزيادة تتمثل في فاتورة الغاز المسال المستورد.
كل اكتشاف جديد يقلص الفاتورة، والاكتشافات الجديدة لا تأتي هكذا صدفة، ولكنها نتاج شراكات ناجحة مع شركات الاستكشاف العالمية التي عادت للبحث والحفر والاستكشاف بعد غياب طال.
العودة الميمونة للشركات العالمية العملاقة بعد تسوية المديونيات، وجدولة السداد ، وانتظام توريد الدفعات، يترجم استكشافات جديدة وهذا هو المراد.
الاستثمار في هذا القطاع مكسب في كل الأحوال، وتهيئة مناخ الاستكشاف في مصر يرفع من سقف التوقعات، وعودة الشركات العالمية إلى الصحراء المصرية بعد تسوية المديونيات يترجم بفرص استكشاف واعدة تعزز من توقعات رئيس الوزراء.
الأخبار الواردة من قطاع البترول تشي بتفاؤل حذر، تفاؤل مطلوب، ونشاط خبراء القطاع وعلي رأسهم المهندس ” كريم بدوى ” وزير البترول والثروة المعدنية ، وجهودهم المضنية في إقناع الشركات العالمية بمعاودة الاستكشاف والحفر والانتاج مشكورة، ويمكن البناء عليها بتوقعات متفائلة.
جملة أخبار جيدة واردة من قطاع البترول، بجدولة مستحقات شركات البترول، وسداد دفعات (مليار دولار تحت حساب التسوية)، وطرح 61 فرصة استثمارية لزيادة الاستكشاف والإنتاج في مناطق البحر المتوسط والصحراء الشرقية والغربية، وتشجيع أنشطة إنتاج الزيت الخام من الحقول المتقادمة باستثمارات مناسبة.
المؤشرات إذن جيدة، والأخبار إذا صدقت مبشرة، شركة “إيني” الإيطالية استقدمت حفارا جديدا للعمل في حفر آبار إضافية بحقل “غاز ظهر” بنهاية ديسمبر الماضي، وحفر شركة “إكسون موبيل” لأول بئر استكشافي للغاز في غرب المتوسط، بالإضافة إلى تسريع شركة بي بي لخطة إنتاج المرحلة الثانية من تطوير حقل “ريفين البحري”، وتواصل شركات أباتشي وشل وIPR وأديس جهودها لزيادة إنتاج الزيت الخام في الصحراء الغربية والشرقية..
أعلاه يترجم توليد دولارات تصديرا، وتوفير دولارات استيرادا والدولارات تجيب دولارات..
فقط الاستدامة، وتغيير السياسات الحاكمة في القطاع نحو مزيد من الحوافز للشركاء، قطاع البترول الوطني لابد أن يكون مغريا للشركاء الأجانب والمصريين ، والمثل ، يقول أبارك البترولية ولو فقيرة تغنيك عن سؤال اللئيم!

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى