أخبار العالمتكنولوجياتوبمنوعات

الزلازل تهدد مسقط .. الأحياء الهاشة .. والحيل الشمالية والخوض القديمة الأكثر خطورة

كتب- محمد عطية

كشفت دراسة زلزالية جديدة تم نشرها 30 أغسطس بمجلة “ساينتفك ريبورتس”إطارا مبتكرا لتقييم مخاطر الزلازل على الأبنية السكنية في منطقة السيب بمدينة مسقط بسلطنة عمان وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وعملية التحليل الهرمي.

واستخدم المؤلفون المسح البصري السريع للأحياء، في الفترة بين فبراير ومايو الماضيين، لتوثيق خصائص المباني من حيث الارتفاع والعمر ونوعية البناء، إلى جانب دمج البيانات الجيوتقنية والاجتماعية.

وأظهرت الخريطة النهائية أن بعض مناطق السيب -مثل الحيل الشمالية والخوض القديمة- تقع ضمن فئة المخاطر العالية جدا، نتيجة لعمر المباني وجودة البناء المحدودة والتربة الضعيفة، كما برزت المعولة الشمالية كمزيج من المخاطر العالية والعالية جدا.

وعلى النقيض، جاءت منطقة “مسقط هيلز” في خانة المخاطر المنخفضة بفضل بنية تحتية حديثة وظروف أرضية مستقرة.

أما المنطقة الصناعية في رسيل، فقد وصفت بأنها نقطة حرجة، إذ تجتمع فيها المصانع ومحطات الوقود مع كثافة سكانية معتبرة، مما يرفع مستوى الخطر حتى مع هزات متوسطة القوة.

وتشير تقديرات الباحثين إلى أن 40% من المباني في رسيل قد تتعرض لأضرار في حال وقوع زلزال، مقابل 20% فقط في مسقط هيلز.

وتؤكد الدراسة أن الأحياء المصنفة ضمن مناطق الخطر العالي جدا- يجب أن تكون في مقدمة جهود التدعيم والترميم، بينما يمكن للأحياء ذات المخاطر المتوسطة أن تدخل في برامج التفتيش الدوري وتطبيق جزئي لكود البناء.

كما أن معرفة سبب ارتفاع الخطر في حي معين، سواء بسبب التربة أو عمر المباني أو ضعف الوصول للمستشفيات، يسمح بصياغة تعديلات محددة في الكود، مثل تفاصيل إنشائية مخصصة للتربة الضعيفة، أو فرض تحديث إلزامي للمباني القديمة عند تغيير الاستخدام.

يقدر الباحثون أن تطبيق هذا النهج في مدينة خليجية متوسطة الحجم قد يتطلب ميزانية تتراوح بين 180 و520 ألف دولار، حسب عدد المباني وتوافر البيانات.

وتشمل الحزمة الأساسية بيانات عن المباني (عمر المبنى، مواد البناء، عدد الطوابق) واستخدامات الأراضي، والسكان، والمرافق الحيوية والخطرة، وشبكات الطرق، وخصائص التربة. وإذا كانت البيانات الجيوتقنية متوافرة سلفا، فإن الكلفة تنخفض بشكل ملحوظ.

وتدعو الدراسة إلى بناء نظام حوكمة بيانات يتيح تحديثا دوريا للمسوح البصرية والبيانات الجيوتقنية، بما يضمن استمرار دقة الخرائط والمؤشرات المعتمدة في إدارة المخاطر.

مسقط العمانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى