توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : وما زال الفشل مستمراً

لم ينجح في شيء، الحروب التي قال بأنه سيوقفها خلال 24 ساعة ما زالت دائرة ومستعرة، ضحاياها يتزايد عددهم، ودمارها يتسع ليشمل مناطق جديدة، ووساطاته فشلت.

لم يكن جاداً، تصريحاته الصادرة بمناسبة وبدون مناسبة أضعفت مستوى الثقة به، بل قضت عليها في حالات كثيرة، ومقترحاته التي تثير الاستغراب جعلت المتنازعين يهربون منها.

ذلك هو دونالد ترامب، الرجل الذي لم يطلع على كراسة «الشروط المطلوبة في الوسطاء»، ولم يسأل عن أساليب إدارة السياسة الدولية، وهو رئيس الدولة التي تمسك بخيوط تلك السياسة، عيّن أتباعاً ولم يستعن بأصحاب الخبرة، بخلاف فترة رئاسته الأولى، فقد كان محاطاً بمن تمرسوا في ميادين الحكم ومتطلباته، أما اليوم فهو يعيش بين مجموعة متفوقة في «هز الرؤوس»، يؤيدون ما يقوله، ويدافعون عنه، حتى لو تبينوا أخطاءه، مهمتهم قول «آمين» على كل ما يخطر على باله.

في غزة انتقلت الحرب لتشمل كل القطاع، وتبخر السلام الذي وعد به بعد أن غير مواقفه، فقد تحول إلى شريك بدلاً من أن يكون وسيطاً، وسفيره في إسرائيل، وهو صديقه، أصبح متطرفاً أكثر من تطرف بن غفير وسموتريتش، وهو الوحيد الذي تجرأ حتى الآن بالإعلان عن تهجير سكان غزة، وطلب من الدول العربية التي تعارض ذلك بتخصيص بعض أراضيهم الشاسعة لإيوائهم.

وفي أوكرانيا فعل ما لا يفعله الرؤساء الملتزمون بقواعد الضيافة وأصول الدبلوماسية وأخلاقياتها، في البداية ساوم الرئيس الأوكراني على ثروات بلاده، وكأنه نسي أن ترامب الرئيس لا يتحدث بلسان ترامب التاجر، وبعدها أهان ضيفه بمشاركة نائبه أمام كاميرات التلفزيون، وحاول أن يكرر ذلك الأسلوب مع الرئيس الروسي، وإن كان بدرجة أقل كثيراً، فهذا بوتين وليس زيلينسكي، وحاول أن يكسبه مقابل ثروات في القطب المتجمد الشمالي، وأعلن عن مباحثات قريباً بين الدولتين المتحاربتين، ولم تنعقد تلك المفاوضات، ولا أظنها يمكن أن تنعقد في ظل التحولات الترامبية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى