صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : كلنا سواء ياميساي !

في المؤتمر الصحفي لمس حسام حسن مدرب منتخب مصر نقطة مهمة وضعها البعض في الخانة السلبية وهي إهدار الفرص السهلة أمام مرمى إثيوبيا، تعتبر من وجهة نظر حسام إيجابية و مؤشر على أن الفريق يصل لمرمى المنافس ويملك القدرة على تفيت غابات السيقان المتراصة أمام المرمى.
فبينما يرى مدرب المنتخب الفرص المهدرة باعثة على جودة اللاعب وإمكانياته وقدرته على الوصول والتهديف في أي وقت، يراها آخرون أزمة لغياب عوامل كثيرة منها القدرة على التسجيل من أنصاف الفرص وغلبة الرعونة والأنانية ،خاصة أن المنافس متواضع وستكون هناك مواجهات قوية في نهائيات أمم أفريقيا خلال ديسمبر المقبل بالمغرب، والمونديال نفسه، وضياع أنصاف الفرص يعني إهدار بطولة.
رؤية كل فريق صحيحة، والإهدار يشِي بأزمة حقيقية ويختلف لو تكرر في مباراة متواضعة المستوى عنه في مواجهات العيار الثقيل،وفي لقاء رسمي أو ودي، مع بداية موسم أو نهايته، و مباراة إثيوبيا عموما لاتعطي انطباعا عن مستوى المنتخب أو المدرب لضعف المنافس، ولولا توفيق الحارس الإثيوبي” نوري” في ثلاث فرص كانت شبه أهداف لـ “تريزيجيه ورأسية أسامة فيصل” وتعملق الحارس في إبعاد الكرات بشكل جنوني ، والرابعة لتريزيجيه في حلق المرمى، وبدا معذورًا لأنه تفاجأ بالكرة أمامه واحتضنته، ولو وفق المهاجمون في هذه الفرص وابتعد التوفيق عن الحارس لكانت النتيجة خماسية على الأقل.
ومن الصعب الحكم على لاعب أو مدرب في المباريات التي تشبه النزهة لأن أهم عنصر للتقييم ” التكافؤ ” غائب شكلا ومضمونا.
وكم من مباريات شبيهة في سنوات ماضية لمنتخبنا، أو لمنتخبات أفريقية وأوروبية وعالمية تعرضت لمثل هذه المواقف من حيث فوارق القوة، لتأتي مباريات بعدها هي المحك تكون الفيصل في الحكم.
وتندرج مباراة بوركينا فاسو “الثلاثاء” كمعيار للاختبار الحقيقي من حيث القدرة على تنفيذ الخطة المتوازنة دفاعا وهجوما، وكيفية مواجهة فارق السرعة والمهارة، وقوة الالتحام والضغط في كل أنحاء الملعب، والارتداد الخلفي والعكس، والثبات النفسي والإنفعالي وسط جمهور صاخب ومتحمس وملاعب تلعب بحق لصالح أصحابها.
ومباراة إثيوبيا ليست دعوة للتشاؤم نظرا لـ الأداء المتواضع، بينما سنواجه منتخبات العيار الثقيل بنهائيات كأس العالم حال التأهل، لأن المقارنة والمعادلة غير موضوعيين زمانا ومكانا، وأبسط دلالة حالة الاستنفار والروح القتالية في مواجهة فريق عالمي أو التواجد في بطولة قارية كبيرة، بسبب التحفز، والجاهزية العالية، والانضباط التكتيكي، ووصول التركيز لأعلى درجاته للاعب والمدرب، وهي لاتتوافر مع الاحساس الطاغي بأن المنافس متواضع وسهل التهامه.
وتوقفت كثيرا عند تصريح المدرب الإثيوبي ميساي تيفيري، الذي اعترف بوجود فوارق كبيرة بين المنتخبين، وأن أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الكرة الإثيوبية غياب التخطيط، رغم أن مفهوم الأخير يختلف في مصر عنه في إثيوبيا، التخطيط كلمة جمالية موسيقية، ممزوجة بالتفاؤل ومطاطة في الوقت ذاته،ولاتجد تفاوتا كبيرا بين غياب التخطيط في مصر و نظيره في إثيوبيا ،فالأخيرة ينقصها البنية التحتية الرئيسية، بينما في مصر يغيب تخطيط الارتقاء بالبنية الإدارية والفنية وتنفيذ اللوائح والقوانين وتحقيق الشفافية والعدالة فكلنا في مصر وإثيوبيا غارقون في العشوائية .. فكلنا سواء ياميساي..!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : الشياطين الثلاثة!