توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : المتآمرون والساحر

صورة لافتة للنظر بالنسبة لنا، نحن المتفرجين على تطورات الأحداث في العالم، ثلاثة يتقدمون الصفوف، يتجولون في عرض عسكري، تشعر وأنت تتابع خطواتهم بأن الأرض ترتج من وقع أقدامهم، ثلاثة يجتمعون في مكان واحد ولكل واحد منهم حكاية، اثنان منهم هما قطبا العالم في الاتجاه الآخر، في الشرق المحرم منذ عقود طويلة على الاستقطاب والهيمنة، والثالث «شوكة» في الحلق بالنسبة للمتفردين المنتهية مرحلة سيطرتهم.

تلك صورة مؤثرة لرئيس الصين ورئيس روسيا ورئيس كوريا الشمالية، إذا رأيتها تساءلت عن القادم بعد هذا اللقاء، وأنت مجرد متابع للأحداث، أما رئيس الولايات المتحدة، القطب الأوحد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، فقد استشعر بالخطر، واتهم شي جين بينغ، وبوتين وكيم جونغ أون بالتآمر ضد بلاده، هكذا، دون مقدمات، وبيني وبينكم، من كان مكان ترامب لن يقول غير تلك الكلمة، ولن تخطر على باله كلمة غيرها، فالثلاثة معاقبون أمريكياً، وترامب يحاول أن يتقدم خطوة نحوهم، ولكن طبعه يتغلب على رغبته فينقلب بسرعة الضوء، ويعود إلى الوراء خطوات وهو يلوّح بمزيد من العقوبات والضرائب والرسوم الجمركية!

ترامب قرأ جيداً تفاصيل المشهد الذي أجاد خصومه إخراجه، وهم بالفعل خصوم لبلاده، تصريحاته «المتصادمة» ببعضها البعض تقول ذلك، وقراراته «المتذبذبة» تؤكد ذلك، وتردده في الاعتراف بأن هناك كباراً غيره، وانشغاله بمواجهتهم، كل ذلك جعل أولئك الكبار يبحثون عن عالم آخر في الجزء الشرقي من كوكب الأرض، حيث يعيش ثلثا سكان هذا الكوكب، وكثير من دول الشرق أصبحت منافسة للغرب فإذا التقت وتحالفت وجمعت إمكاناتها الاقتصادية والبشرية ستشكل بعد فترة قصيرة قطباً موازياً للقطب الأمريكي المتفرد بالعالم!

روسيا ردت على ترامب بهدوء، دون انفعال، ودون استعراض عضلات، قالت «إن ترامب ربما كان يطلق تصريحات ساخرة»، مضيفة على لسان يوري او شاكوف مستشار السياسة الخارجية بالكرملين «أود أن أؤكد أنه لا وجود لأي تآمر، ولم يتآمر أحد ضد أي جهة، ولا توجد مؤامرات من الأساس، لم تخطر هذه الفكرة ببال أي من الزعماء الثلاثة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى