توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : طوني بلير والظهور المفاجئ

عندما يذهب طوني بلير إلى واشنطن، ويجتمع مع الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض، ومعهما السمسار الصغير كوشنر، صاحب الصفقات السابقة واللاحقة، اعلموا بأن «الشياطين كانت تحوم هناك»!

طوني بلير لا يتحرك عبثاً، ولن يذهب إلى العاصمة الأمريكية لتبادل الأحاديث مع الرئيس، فهذا الشخص هو وريث الفكر الاستعماري القديم، وصل إليه من أسلافه، أيام كان يسمى بالانتداب، وخاصة لأرض فلسطين وما جاورها، تلك التي وهبها أحد أساتذته، المدعو «بلفور»، إلى من ليس لهم حق فيها، وشرد أصحابها، وطوني بلير لا يمسك بملف إلا تلاحقت الكوارث، سواء كان رئيساً للوزراء في بلاده العظمى بريطانيا، أو كان صاحب مركز أبحاث ودراسات استراتيجية يحمل اسمه، أو كان مستشاراً يستلم مليون دولار شهرياً مقابل استشاراته!

قيل رسمياً بأنهم مجتمعون لمناقشة «اليوم التالي» في غزة، وبعد الجلسة أنكروا ذلك، وقالوا بأنهم تحدثوا بشكل عام في القضايا والمستجدات، وهذا غير صحيح، فالذي يحدث هذه الأيام، يفسر نتائج زيارة بلير، وخاصة مناقشات نتنياهو مع مجلس وزرائه المصغر، للرد على الدول الأوروبية التي أعلنت أنها ستعترف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر، الذي بدأ اليوم، وسربت الخطة «الشيطانية» بإعلان ضم الضفة الغربية لفلسطين إلى إسرائيل، حتى تحسم مسألة الدولتين، وتتوقف المطالبات الدولية بهذا الحل، وبعد يوم أو اثنين، تعلن أمريكا قراراً مخالفاً للأعراف الدولية، والتزاماتها تجاه الأمم المتحدة، بصفتها دولة المقر، وتوقف التأشيرات عن الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة السنوية!

هذه نتائج الظهور المفاجئ لرئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وهو الذي كان يجلس في الظل، وأين ظهر؟ على خشبة أكبر صالة عرض في العالم، برفقة الصهر الذي كان مستشاراً لوالد زوجته في فترة رئاسته الأولى، وكان مبعوثه الخاص في الشرق الأوسط، صاحب «صفقة القرن»، والقائل بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «صراع عقاري»، لأنه خريج مدرسة السمسرة العقارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى