رياضةكُتّاب وآراء

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : زلزال الأسبوع السابع يضرب الكبار

شهد الأسبوع السابع من الدوري المصري الممتاز nile زلزالاً كروياً هزّ عرش الكبار، وأعاد رسم خريطة المنافسة بشكل مفاجئ وغير متوقع حيث لم تكن النتائج مجرد هزائم عادية، بل كانت صدمات قوية دقت ناقوس الخطر في أروقة الأندية الجماهيرية، بينما احتفلت فرق الوسط والمؤخرة بانتصارات تاريخية قد تشكل نقطة تحول في مسارها هذا الموسم.

البداية كانت مع قطبي الكرة المصرية، الزمالك والأهلي، اللذين سقطا أمام وادي دجلة وبيراميدز على الترتيب، في مباراة الزمالك، كان الأداء باهتاً وخالياً من أي روح قتالية، ظهرت خطوط الفريق متباعدة، وغاب الانسجام بين الدفاع والوسط والهجوم ، مما استغل وادي دجلة هذه الثغرات بذكاء، ونجح في استغلال الكرات المرتدة السريعة وتسجيل هدفين قضيا على آمال الزمالك في العودة. يبدو أن الفريق يعاني من حالة غياب الحافز، وهو ما يتطلب تدخلاً سريعاً من الجهاز الفني لإعادة ترتيب الأوراق وإعادة الروح للفريق.

أما الأهلي، فكانت هزيمته أمام بيراميدز بمثابة درس قاسٍ في واقعية كرة القدم، اعتمد بيراميدز على تنظيم دفاعي محكم وفعالية هجومية عالية، مستغلاً أخطاء فردية قاتلة من لاعبي الأهلي، لم يجد هجوم المارد الأحمر أي حلول لاختراق الدفاع المتكتل، وبدا الفريق عاجزاً عن صناعة الفرص الحقيقية، وهو ما يطرح تساؤلات حول خطة المدرب في مواجهة الفرق التي تعتمد على الدفاع والتحولات الهجومية، هذه الهزيمة قد تكون بمثابة إنذار مبكر للأهلي بضرورة مراجعة حساباته الفنية قبل فوات الأوان.

نعم إن الاستغناء عن المدير الفني للنادي الاهلي أمر ضروري حيث لم يوجد أي إنجازات حقيقية علي أرض الواقع بل هناك خسائر دائمة ومشاكل كثير في غرفة الملابس .

سقوط الكبار مستمر الإسماعيلي والمقاولون لم يقتصر الانهيار على القطبين فقط، بل امتد ليشمل فرقاً عريقة أخرى حيث تلقى الإسماعيلي هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة أمام غزل المحلة، لتتأكد أزمة الدراويش المستمرة منذ بداية الموسم ،يبدو أن الإسماعيلي يعاني على المستويين الفني والنفسي، فاللاعبون يفتقدون الثقة بالنفس، والجهاز الفني لم يجد بعد التوليفة المناسبة التي تعيد الفريق لمكانته الطبيعية.

أما المقاولون العرب، فخسر من سيراميكا كليوباترا بهدف نظيف، ليؤكد الفريق الصاعد بقوة على جديته في المنافسة، بينما يواصل ذئاب الجبل تقديم أداء متذبذب لا يليق بتاريخهم.

قد يرى النقاد أن ما حدث في الأسبوع السابع هو مجرد كبوة عابرة للفرق الكبيرة، لكن الحقيقة أن هذه النتائج تكشف عن عدة نقاط فنية هامة صحوة فرق الوسط والمؤخرة والتي أصبحت الفرق “الصغيرة” أكثر تنظيماً وقدرة على مفاجأة الكبار، بفضل خطط فنية واضحة واستغلال أخطاء الخصوم ، كذلك غياب الروح القتالية والتي يعاني بعض اللاعبين في الفرق الكبيرة من غياب الدافع والحماس، وهو ما يؤثر سلباً على أدائهم في المباريات بالإضافة إلي الحاجة إلى التغيير وبالأخص أن باتت الفرق الكبيرة مطالبة بإعادة النظر في خططها الفنية، وإيجاد حلول هجومية ودفاعية لمواجهة الفرق المنظمة.

الأسبوع السابع من الدوري المصري ليس مجرد جولة عادية، بل هو إنذار مبكر للجميع، بأن المنافسة هذا الموسم لن تكون سهلة، وأن التاريخ والأسماء الكبيرة لن تكون كافية للفوز، فهل ستكون هذه النتائج بداية لأزمة حقيقية أم مجرد كبوة عابرة قبل العودة بقوة؟ الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال.

موضوعات ذات صلة 

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : راية التفوق في عالم السباحة بالزعانف

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : نداء من أجل التطوير والحفاظ على صرح رياضي عريق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى