توبكُتّاب وآراء

د/داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : مصر الآمنة .. دلالات إزالة الحواجز من أمام السفارة البريطانية

في خطوة تحمل أبعادًا سياسية ورمزية بالغة الأهمية، قامت السلطات المصرية مؤخرًا برفع الحواجز الأمنية من أمام السفارة البريطانية بالقاهرة.

هذه الخطوة ليست مجرد إجراء شكلي يتعلق بتنظيم محيط إحدى البعثات الدبلوماسية، بل هي رسالة واضحة تعكس حقيقة المشهد المصري اليوم؛ مشهد يسوده الاستقرار الأمني، والثقة المتنامية في قدرة الدولة على حماية ضيوفها وبعثاتها دون الحاجة إلى مظاهر استثنائية.

منذ عقود، ارتبط وجود الحواجز أمام بعض المقرات الدبلوماسية في أذهان العامة بصورٍ ذهنية تتعلق بالتهديدات الأمنية أو بالظروف الاستثنائية التي تمر بها الدول. أما اليوم، فإن رفع هذه الحواجز يعكس انتقال مصر إلى مرحلة جديدة من الاطمئنان السياسي والأمني، حيث أصبح الاعتماد قائمًا على قوة المؤسسات الأمنية ووعي المجتمع المدني معًا، لا على العوائق المادية في الشوارع.

إن هذه الخطوة تجسد رقي الشعب المصري قبل أن تكون قرارًا سياديًا. فالتعامل الحضاري الذي يبديه المواطن المصري مع البعثات الدبلوماسية، والتزامه بعدم التعرض أو الاقتراب من محيطها، يبرهن أن الأمن لم يعد مسؤولية الدولة فقط، بل هو ثقافة راسخة لدى المواطنين.

وهذا السلوك الواعي يعكس الوجه الحقيقي لمصر .. دولة الحضارة، والالتزام، والتعايش السلمي.

على الصعيد الدولي، يحمل رفع الحواجز دلالة خاصة فهو إعلان عملي عن التزام مصر الصارم بالمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تضمن حماية البعثات الأجنبية على أراضي الدول المضيفة.

إن مصر بهذا القرار لا تكتفي بمجرد الامتثال للنصوص، بل تبعث برسالة طمأنة إلى المجتمع الدولي مفادها أن القاهرة آمنة، وأن مناخها السياسي والاقتصادي مهيأ لاستقبال الدبلوماسيين والمستثمرين والسائحين على حد سواء.

لقد حرصت الدولة المصرية طوال السنوات الماضية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة في مصر على بناء منظومة أمنية قوية ومتطورة، تعزز من قدرتها على مواجهة التحديات، وتؤكد مكانتها كركيزة استقرار في المنطقة.
ورفع الحواجز أمام السفارة البريطانية ليس إلا دليلًا إضافيًا على أن مصر تخطو بثقة في مسارها نحو مستقبل أكثر أمنًا وانفتاحًا.

إن ما جرى ليس مجرد إزالة لحواجز خرسانية، بل هو إزالة لصور نمطية قديمة عن مصر، وتجديد للثقة بين الدولة وشعبها من جهة، وبين مصر وشركائها الدوليين من جهة أخرى.

إنها رسالة حضارية تؤكد أن مصر الجديدة ماضية في طريقها نحو الاستقرار، والالتزام بالقانون الدولي، وإظهار الوجه الأصيل لشعبها العريق.

موضوعات ذات صلة 

د/داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : تحية تقدير لبطل البعثة المصرية في نيويورك

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : زيارة الفريق كامل الوزير للكويت .. رسائل أخوة وشراكة تنموية عربية

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : سوريا عبرة ومصر في المواجهة .. وعي الشعب هو السلاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى