كُتّاب وآراء

اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» :كبرنا… حقاً كبرنا … حتى عرفنا.

كبرنا وعرفنا…كيف الانسان يأتي بلا شيء، ثم يسعى من أجل كل شيء، ثم يترك كل شيء، ويذهب بلا شيء، ثم يحاسب على كل شيء.

كبرنا وعرفنا….أنه كلما مضت بنا الايام والتجارب أدركنا أن العطاء أجمل وألذ من الأخذ وأن التسامح أنقى وأرقى من الضغينة وأن القوة الحقيقية ليست بالشدة بل بالطيبة واللين ورحابة الصدر وأن الحياة عابرة والبشر عابرون حتى عرفنا حقاً أنه لن يبقى الا الأثر الطيب.

كبرنا وعرفنا….أن تكون كالشجرة في هدوئها وأن ندع ما مات من أوراقها يسقط بلا أسف.وتعلمنا أن الحياة فيها فن التوازن بين ما نتمسك به وبين ما يجب أن نتركه ليمضي.

كبرنا وعرفنا،،،أننا أهدرنا أثمن لحظات عمرنا في تحسين صورتنا أحياناً أمام اعين لا تبصر الا ما تريد أن تراه.

كبرنا حقاً كبرنا لدرجة أننا لم نعد نبحث عن أصدقاء جدد، ولا حتى عن أشخاص يحبوننا او نحبهم.

كبرنا وعرفنا…أننا صرنا نرتدي نفس الملابس لفترات،دون أن نشعر بالحرج من أنفسنا ومن عيوننا،او الحرج من عيون الناس.

كبرنا وعرفنا كيف نخفي ما يؤلمنا وصرنا نداوي جراحنا بأنفسنا ونصمت،ونفرح بصمت ونبكي بهدوء ونضحك بأبتسامة خفيفة  حتى لا يراها أحد.

كبرنا وعرفنا….متى نثق، وبمن نثق حقاً.

كبرنا حقاً كبرنا لكن بهدوء رغم الضجيج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى