السفير مدحت القاضي يكتب لـ «30 يوم» : هل ضياع ٤٧ جواز سفر إسرائيلي مجرد صدفة!.. أم شيء مُدَبّر!

[١] فوج سياحى إسرائيلي كان مسافر البوسنة.. وكان مفترضًا رجوعهم يوم السبت اللى فات يوم ١٦.. بس اللى حصلهم انهم وقت خروجهم من الفندق عشان يركبوا الباص اللى هياخدهم للمطار راحوا للريسبشن عشان ياخدوا جوازات سفرهم واللى كان عددهم ٤٧ وكانوا متجمعين في شنطة واحدة.. دوروا على الجوازات ملقوهاش!..
[٢] المجموعة الإسرائيلية هي من عرب إسرائيل، من عدة بلدات عربية داخل الخط الأخضر، وتحديداً من: الناصرة، أم الفحم، الطيرة، كفر قرع، جت، عرب الهيب، القُدس، الطيبة، الزرازير، برطعة، زلفة وعرابة.
[٣] وتزامن هذا الحادث مع خروج مظاهرات حاشدة في سراييفو، عاصمة البوسنة، تندد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وتطالب بفرض عقوبات عليها ووقف العدوان، وهو ما أضفى في تقديري بُعدًا سياسيًا إضافيًا على أزمة هؤلاء السياح العالقين.
[٤] بعض الصٌحف الأجنبية زى الإيطالية وصفت الحادث بأنه غريب وعرضت لقطات الكاميرات اللى أظهرت الجوازات بالفعل في سلة المهملات وعرضت لقطات للسياح وهما بيدوروا بنفسهم في مكب النفايات..
[٥] أكدت السلطات في البوسنة والهرسك في ردها على إذاعة أوروبا الحرة أن نحو 50 سائحاً من إسرائيل كانوا يقيمون في سراييفو أبلغوا عن فقدان جوازات سفرهم.
[٦] وقال زاركو لاكيتا، مُدير دائرة الشؤون الخارجية في البوسنة، إن العمل جار لحل المشكلة وسيتم إصدار وثائق سفر للسياح الإسرائيليين.
وفي ظهور علني لاحق، أكد أنه لديه معلومات تفيد بأن “جوازات السفر تم التخلص منها نتيجة لحادث”.
[٧] الخارجية الإسرائيلية تتعهد بحل الأزمة: وفي تصريح رسمي، أكد حسن كعبية، الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الوزارة تعالج الأمر بشكل عاجل، وأن ممثلًا عنها سيصل إلى سراييفو لتقديم الحل النهائي خلال ساعات.
[٨] أحد هؤلاء السياح والذين هُم من عرب إسرائيل يقول: “الأمر مخيف، أنا شخصياً أخشى أن تقع في الأيدي الخطأ، فبالنهاية نحن نتحدث عن جواز سفر إسرائيلي في فترة معقدة للغاية بالنسبة للدولة”.
[٩] “إكتشفنا أنه لا يوجد جوازات سفر ولم توضع أصلاً في خزنة الفندق”!؟:
وحيث قال المحامي عماد زينة من مدينة الناصرة، وهو أحد المتواجدين هناك: “سافرنا في إطار رحلة منظمة تضم نحو خمسين شخصًا، وكان من المقرر أن تكون عودتنا يوم السبت، عند وصولنا الى الفندق، طلبت منا المرشدة السياحية جوازات السفر من المجموعة، لحفظها في الخزنة الخاصة في الفندق ، وذلك، بسبب عدم وجود سفارة في البوسنة، وللاحتفاظ بها تحسّبًا لأي طارئ”.
[١٠] وتابع زينة: “حين كُنا نستعد لمغادرة الفندق لاحقًا، تأخرت المرشدة، وبدأنا نشعر بوجود مٌشكلة، ليتضح لاحقًا أنه لا يوجد جوزات سفر ولم يتم وضعها في الخزنة!، بل وُضعت على رف في مكتب الإستقبال داخل كيس، وفي ساعات الليل المٌتأخرة، حيث قالوا لنا إدارة الفندق ان الكيس سقط في حاوية قمامة أسفل الرف، وتم جمع النفايات في صباح اليوم التالي، ما أدى إلى ضياع جميع الجوازات!، وأوضح أن المجموعة اضطرت للبحث في موقع النفايات في سراييفو لاستعادة الجوازات، لكن دون جدوى”.. وحيث لم يتم العثور عليها ثم توقفت عملية البحث بسبب حدوث فيضان بالمنطقة!.
[١١] واختتم زينة بالقول :”بحسب التطورات الأخيرة، أصدرت السلطات البوسنية للسياح تأشيرات خاصة بلا وجهة سفر مُحددة ودون تذاكر سفر، وأوضح أن السفارة الإسرائيلية في بلغراد (عاصمة صربيا) لان البوسنة مفيهاش تمثيل إسرائيلي.. تدخلت كونها الأقرب وأصدرت أوراقهم اللى يقدروا يرجعوا بيها يوم ١٩ اللى فات.. وأبلغتهم في رسالة رسمية: “سيتواصل معكم طاقم السفارة في بلغراد عبر الهواتف المحمولة، من أجل التحقق من الهوية وإصدار وثائق سفر.. من المهم أن تُبلِغ الجميع بضرورة الرد على الإتصالات والبقاء متاحين، وبعد ذلك ستسافر إليكم ممثلة عن السفارة وتسلمكم وثائق السفر. يرجى تزويدنا بالعنوان الدقيق للفندق الذي تقيمون فيه”.
[١٢] كما حاول الفندق ان يخفف من توتر وحِدة الموقف مؤقتاً، فمدد إقامتهم شاملة الوجبات لحد ما المُشكلة تتحل..
[١٣] طبعاً إدارة الفندق قالت أنه حادث غير مقصود وغلطة وارد حدوثها..
[١٤] لكن السُيّاح من عرب إسرائيل مقتنعوش.. وقالوا ان الجوازات اترمت عن عمد لأن شعار إسرائيل واضح عليه.. وطالبوا حكومتهم بتحقيق عاجل ودقيق في الواقعة وقالوا انهم قعدوا تلات أيام زيادة عن ميعاد رجوعهم المفترض بدون علاج للبعض او أكل لأطفالهم الرضع.. وان المواقف اللى بيتعرضوا لها كسياح في الخارج أصبحت مرعبة وكارثية!..
[١٥] بينما كان رد هيئة شؤون الأجانب في البوسنة ان تحديد تفاصيل الحادث مش من اختصاصهم وأنها من إختصاص الشٌرطة.. والسلطات البوسنية قالت إنه حادث عرضي عادى جداً!..
[١٦] أقولها من جديد- ضياع ٤٧ جواز سفر إسرائيلي في البوسنة:
هل هو مجرد صدفة!..
ام شيء مُدَبّر!..
وهل يمكن ان يتكرر في بلدان أُخري!..