توبكُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب لـ «30 يوم» : فاتورة انتخابية بمليارات لمجلس بلا أنياب        

بينما كانت مصر تمر بأصعب أزماتها الاقتصادية من تضخم جنوني، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار، وديون داخلية وخارجية تثقل كاهل الدولة والمواطن معًا، جاءت انتخابات مجلس الشيوخ لتفتح بابًا آخر للجدل، ليس حول جدوى المجلس أو تأثيره السياسي، بل حول تكلفته الفادحة على ميزانية الدولة، في وقت يُطلب فيه من المواطن “شد الحزام”، بالرغم من أنه الحكومه تؤكد بانه استحقاق وطني واجب النفاذ.

السؤال الأهم ليس فقط “كم أنفقنا؟”، بل “مقابل ماذا؟”. مجلس الشيوخ الذي لا يملك صلاحيات تشريعية ملزمة، ويكتفي بمهام استشارية بلا أنياب ، يشكك كثيرون في جدواه، ، و نسب التصويت في أدنى مستوياتها التاريخية، رغم الحشد والدعاية ، المفارقة الصادمة أن هذه المليارات أُهدرت في انتخابات شهدت إقبالًا شعبيًا ضعيفًا للغاية، ما جعل العائد السياسي والتمثيلي شبه معدوم أمام الإنفاق الهائل.

هل كانت هناك أولويات أهم من إنفاق  المليارات ، لماذا لا تُوجَّه هذه الأموال لدعم منظومة الصحة أو التعليم أو حتى معاشات الفئات الأشد فقرًا؟ هل المشاركة في الحياة السياسية باتت مسرحية مكلفة بلا جمهور؟ … الديمقراطية ليست مجرد صناديق، بل إرادة حقيقية تمثّل الناس وتعبر عن أولوياتهم ، أما حين تصبح الانتخابات استنزافًا ماليًا ضخمًا لا يُترجم إلى تحسين في حياة المواطنين، فإننا أمام فاتورة شرعية شكلية تُدفع من جيب الفقير، بينما تُحسم النتائج في كواليس السياسة المغلقة…

تقارير حقوقية وخبراء كشفوا أن التكلفة الإجمالية للعملية الانتخابية بلغت نحو ٤ مليارات جنيه، شملت: أجور وبدلات عشرات الآلاف من القضاة والموظفين ، تكاليف التأمين والنقل اللوجستي طباعة ملايين أوراق الاقتراع ، تجهيز آلاف اللجان الانتخابية في كل المحافظات، في الموازنة الرسمية،  وأنه قد زادت مخصصات الهيئة الوطنية للانتخابات من 60 مليون إلى 72 مليون جنيه فقط، وهو رقم لا يعكس التكلفة الكاملة، بل مجرد جزء إداري و زيادة في تكلفة الدعاية الانتخابية بنسبة 30% مقارنة بانتخابات 2020 بسبب أسعار الدولار والطاقة

لتتحول الشوارع إلى مزادات إعلانية مفتوحة وان  سعر الصوت الانتخابي في بعض المناطق الشعبية ارتفع من 200 جنيه إلى نحو 300 جنيه ..فالانتخابات أُجريت لتلبية نصوص الدستور، لكنها حملت معها نزيفًا قاسيًا للخزانة العامة والنتيجة مجلس بلا سلطة حقيقية.. ومواطن يدفع الثمن من قوت يومه .

 اقرأ أيضا

ماجدة صالح تكتب لـ «30 يوم» : باقي من العمر لحظات تفاؤل .. لعلنا نعيش الحياة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى