توبرياضةكُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : .. وضاع الحلم الأبيض!

توقفت عند تصريحات نائب رئيس نادى الزمالك، هشام نصر، بأنه فوجئ بسحب وزارة الإسكان أرض النادى بأكتوبر دون إخطار أو توضيح للأسباب، رغم ما يملكه من تراخيص تُخوله الاستمرار فى تنفيذ المشروع، وخطاب وزارة الإسكان بمد المهلة.
تصريحات المسئولين بالزمالك، مختلفة عما تراه الدولة ممثلة بوزارة الإسكان.. وهى محاولة للتملص من تهم إهدار مال عام وأخطاء فادحة فى حق أعضاء النادى وجماهيره، والتصرف بالبيع فى أرض مخصصة لمنشآت رياضية وليس للاستثمار!
المشكلة فى الشرط الرئيسى وهى تنفيذ النادى للمنشآت على الأرض وألزمت بها الإدارة نفسها خلال مدة انتهت مهلتها، وكشفت عدم الجدية فى إقامة مشروعات متفق عليها.
وزاد الطين بلّة أن النادى تصرف فى جزء من الأرض بإقامة مشروعات استثمارية لعمل كمباوندات بما يتعارض مع التعاقد، بهدف توفير سيولة لشراء لاعبين لدعم صفوف الفريق الكروي- ليبيع ما لا يملكه– فى أرض تبلغ المليارات– لمن لايستحقه!
وهى إشكاليات تتحول بفعل القانون من أخطاء إدارية إلى جنائية، بينما حذر كثيرون من محبى وعشاق النادى قبل انتهاء المهلة بمدة ليست بالقصيرة من التصرف فى الأرض كأنها ملكية خاصة، والتحذير من سحبها لعدم تنفيذ الشروط المطلوبة ما يدحض ما يردده المسئولون بأنهم لا يعرفون، وهى مصيبة إذا كانوا لا يعلمون، والاستماتة- رغم بيان الوزارة – فى تبرئة الذمة أمام الجماهير وأعضاء الجمعية العمومية التى سددت من دم قلبها جزءًا من هذه الأرض تم خصمها سنويًا، وبيان وزارة الإسكان يكشف الحقائق:
(وفى ٤ يونيو ٢٠٢٥ تم مخاطبة نادى الزمالك بأنه جار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ سحب قطعة الأرض بما عليها نظرًا لعدم الالتزام بالتنفيذ خلال مهلة العامين، وبناءً عليه صدر قرار سحب الأرض فى ١١ يونيو ٢٠٢٥، وتنفيذ القرار ١٩ أغسطس).
أزمة أرض أكتوبر لها جذور تعمقت وتأصلت مع غياب الاستقرار بمجالس الإدارات المتتالية والتى تفرغت للهجوم على المعارضة وإبعاد المناوئين، فأضاعت الوقت والمال والجهد، كل مجلس يأتى يعقد المؤتمرات «شو إعلامى» بالبدء فى مشروع أكتوبر، والمفاجأة بعد رحيل المجلس أنها جلسات جماهيرية وتعبوية «فض مجالس».. خيالية بعيدة عن الواقع! رغم وجود منافس تقليدى أمامهم أخذ مثل ما أخذوا وحول بقعته لمنارة، وفرق رياضية لاتحصد إلا البطولات.. ولم يغاروا منه ويفعلوا مثلما فعل واكتفوا بتوجيه التهم له!
غياب الرد على بيان وزارة الإسكان إقرار فى حد ذاته بأن ما جاء فى بيانها صحيح ووافى وشامل فى كل تفاصيله، ليتأكد أعضاء النادى وجماهيره- كما يرى الكثيرون- أن الإدارة لم تكشف الحقيقة وسعت لتحسين موقفها، ولم ترعَ حقوق ومقدرات النادى، مكتفية بدفع الخطأ والإهمال عن نفسها ووصمت به الآخرين لامتصاص غضب الجماهير والخروج من النفق، ما تسبب فى بلبلة وتوجيه اتهامات لأطراف عدة أربكت المشهد العام وجعلته سودوى!
بعيدًا عن العاطفة، إدارة النادى تواصل الأخطاء بشكل غير مسبوق، أهدرت نصف مليار فى رحيل زيزو للأهلى دون مقابل، والتفريط فى أرض تقدر حاليًا بـ11 مليار جنيه.. وحال عودة الأرض ستكون بالسعر الحالى للسوق.. فمن المسئول عن إهدار المليارات.. ومن يحاسب المتسبب فى ضياع الحلم؟!

 اقرأ أيضا

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : احترامًا لآدميتهم

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : رحلة الاستجمام والضم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى